فأَمَّا القِتَالُ لا قِتَال لديكُمُ … ولكِنَّ سيرًا في عِرَاضِ المَوَاكِبِ
أقول: قائله قديم في الجاهلية هجا به بني أسد بن أبي العيص حتى قال بعضهم: إنه قيل قبل الإسلام بخمسمائة سنة، وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد الابتداء (٣).
الاستشهاد فيه هاهنا:
في ذكر حذف الفاء من الجملة الواقعة جوابًا لأما وهو قوله:"لا قتال لديكم"، وكان القياس أن يقال: فلا قتال لكنه حذفها للضرورة (٤).
(١) ابن الناظم (٢٧٩)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٢٨٦)، وأوضح المسالك (٤/ ٢١٧)، وشرح ابن عقيل (٤/ ٥٣). (٢) البيت من بحر الطويل، وقد اختلف في قائله، فقيل للحارث بن خالد المخزومي، وقيل لغيره، وانظره في المقتضب (٢/ ٧١)، وسر الصناعة (٢٦٧)، والأشموني (١/ ١٩٦)، (٤/ ٤٥)، والهمع (٢/ ٦٧). (٣) ينظر الشاهد رقم (١٨٥) من شواهد هذا الكتاب. (٤) هذا البيت شاهد على حذف الفاء في جواب أما، وفيه يقول ابن مالك: "أما" حرف قام مقام أداة الشرط والفعل الذي يليها، ولذلك يقدرها النحويون بمهما يكن من شيء، وحق المتصل بالمتصل بها أن تصحبه الفاء … ولا تحذف هذه الفاء غالبًا إلا في شعر، أو في قول أغنى عنه مقوله … ومن حذفها في الشعر قول الشاعر (البيت) أرد: فلا قتال لديكم، فحذف الفاء لإقامة الوزن، وقد خولفت القاعدة في هذه الأحاديث -أي التي ذكرها ابن مالك- فعلم بتحقيق عدم التضييق، وإن من خصه بالشعر أو بالصورة المعينة من النثر مقصر في فتواه، عاجز عن نصرة دعواه". شواهد التوضيح والتصحيح (١٣٧، ١٣٨).