قوله:"دفعت إليه" أي: إلى الضيف؛ لأنه يصف ضيفًا قدم له إناءً فيه لبن فشرب منه، ثم قال يكفيني فحلف عليه ليَشْرَبَنَّ جميعَه، وهو معنى الشطر الأول من البيت المستشهد به، قوله:"رسل كوماء" بكسر الراء وسكون السين المهملة؛ وهو اللبن، و "الكوماء": الناقة عظيمة السنام. قوله:"جَلْدة" بفتح الجيم وسكون اللام؛ واحدة الجلاد وهي أدسم الإِبل لبنًا، قوله:"وأغضيت عنه الطرف" أي: غمضت عنه عيني حتى تضلع، أي: امتلأ شِبغًا، وريًّا، والألف فيه للإطلاق.
قوله:"إذا قال قدني" أي إذا قال الضيف قدني، أي يكفيني، قوله:"قال" أي المضيف ويروى قلت وهو الاُصح، قوله:"لتغني" أي لتبعد وأصله: لتغنين بالنون المشددة، ثم حذف النون فبقي لتغني، وقال بعض من تكلم في هذا البيت: لتغني عني؛ من قولهم: أغن عني وجهك، أي اجعله بحيث يكون غنيًّا عني، أي: لا يحتاج إلى رؤيتي.
قوله:"ذا إنائك" أضاف الإناء إلى الضيف، وإن كانت هي للمضيف لأدنى الملابسة؛ لأن الضيف ملابس له.
الإعراب:
قوله:"إذا": ظرف، و "قال": فعل وفاعله مستتر فيه، وهو الضمير الذي يعود إلى الضيف،
(١) المفصل للزمخشري (١٤٠)، وشرح ابن يعيش (٣/ ١٢٤، ١٢٥)، وينظر فرائد القلائد (٣٧). (٢) ابن الناظم (٢٦). (٣) البيت من بحر الطويل، لحريث بن عناب، وهو في: المقرب (٢/ ٧٧)، وهمع الهوامع (٢/ ٤١) وابن يعيش (٣/ ٨)، والدرر (٢/ ١١٠). (٤) حريث بالتصغير، وعناب بفتح العين شاعر إسلامي من شعراء الدولة الأموية. ينظر شرح أبيات المغني (٤/ ٢٨٠)، وفي الأعلام للزركلي (٢/ ١٧٤) حريث بن عناب النبهاني الطائي: من شعراء العصر الأموي، كان بدويًّا، لا يتصدى للناس بمدح أو هجاء، أورد صاحب الأغاني بعض أشعاره وأخباره، (ت ٨٠ هـ).