قوله:"إن وجدت"[إن: حرف الشرط](١)، ووجدت: جملة من الفعل والفاعل، وقعت فعل الشرط، وقوله:"لإياك" جواب الشرط، واللام فيه تسمى اللام الفارقة (٢)، و "الصديق" منصوب؛ لأنه مفعول أول لوجدت، و "حقًّا" مفعوله الثاني، قوله:"فهرني" جملة من الفعل والفاعل والمفعول، والفاء فيه فاء الجواب؛ لأن التقدير: إذا كنت أنت الصديق حقًّا فمرني فإني متمثل أمرك دائمًا وهو معنى قوله: "فلن أزال مطيعًا" والفاء فيه للتعليل، و "أزال" منصوب بلن، واسمه مستتر فيه، وخبره قوله:"مطيعًا".
الاستشهاد فيه:
في قوله:"لإياك" حيث جاء الضمير منفصلًا لعدم تأتي الاتصال، وقد ذكرنا أن المواضع التي يتعين فيها الانفصال اثنا عشر موضعًا، منها: أن يلي الضمير اللام الفارقة كما في البيت المذكور، ومثله: إن ظننت زيدًا لإياك. فافهم (٣).
أقول: قد ذُكر في الحماسة البصرية أن قائله هو قحيف العجلي، ويقال: قائله رجل من تميم، وكان قد طلب منه ملك من الملوك فرسًا يقال له: سكاب، فمنعه إياها وقال:
١ - أَبَيْتَ اللَّعْنَ إِنّ سَكَابَ عِلْقٌ … نَفِيسٌ لا يُعَارُ ولا يُبَاعُ (٦)
= وشرح التصريح (١/ ١٠٩)، والهمع (١/ ٦٣). (١) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٢) ينظر المغني (٢٣١). (٣) ينظر تحقيق الشاهد (٥٦). (٤) ابن الناظم (٢٤)، توضيح المقاصد (١/ ١٤٦). (٥) البيت من مقطوعة من بحر الوافر، وهو مع الأبيات الثلاثة قبله منسوب للقحيف العجلي في الحماسة البصرية (٢/ ٧٨) تحقيق: مختار الدين أحمد (عالم الكتب)، وانظر المقطوعة أيضًا في حماسة أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي (١/ ١١٢)، طبعة عالم الكتب، والخزانة (٥/ ٢٩٨)، وفي الشاهد يقول البغدادي: "هذا البيت آخر أبيات أربعة أوردها أبو تمام في الحماسة ونسبها إلى رجل من بني تميم .. " وكذلك فعل الخطيب التبريزي. (٦) ينظر حماسة أبي تمام بشرح الخطيب التبريزي (١/ ١١٢) وفيه: "لا تعار ولا تباع".