قوله:"تعزيت": جملة من الفعل والفاعل، و "عنها" يتعلق به، والضمير يرجع إلى الحجر، و"كارها": نصب على الحال من التاء في تعزيت، قوله:"فتركتها" عطف على قوله: "تعزيت" والضمير فيه -أيضًا- يرجع إلى الحجر، قوله:"وكان" من النواقص، و "فراقيها" كلام إضافي اسمه. وقوله:"أمر من الصبر": خبره، وأمرُّ: أفعل تفضيل فلذلك استعمل بمن.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"فراقيها" حيث جاء الضمير فيه متصلًا لضرورة الوزن، وإلا لكان الأحسن أن يكون منفصلًا نحو: وكان فراقي إياها، وذلك أن الضمير المنصوب بمصدر مضاف إلى ضمير قبله هو فاعل يجوز فيه الاتصال والانفصال، ولكن الانفصال أحسن؛ إلا أن ها هنا جاز الاتصال للضرورة (١).
أقول: استشهد به ابن مالك ولم يعزه إلى أحد، ولا وقفت على اسم قائله.
وهو من البسيط.
قوله:"لا ترج" من رجا يرجو رجاء، وهو الأمل. والأذى: مصدر من أذى يؤذي أذىً وأذاه وأذيَّة، قوله:"واقيكه الله" الواقي: اسم فاعل من وقى يقي وقايةً وهي الحفظ.
الإعراب:
قوله:"لا ترج" نهي، فلذلك سقطت منه الواو علامة الجزم، قوله:"أو تخش""أو" ها هنا بمعنى "ولا"، والمعنى: لا ترج ولا تخش، وأراد: لا ترج غير اللَّه ولا تخش غير اللَّه.
فإن قلت: هل تأتي "أو" بمعنى ولا؟
قلت: ذكر جماعة منهم ابن مالك أن "أو" تجيء بمعنى ولا، واستدلوا على ذلك
(١) ينظر في ذلك: شرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٥٣)، وتوضيح المقاصد (١/ ١٤٥). (٢) توضيح المقاصد (١/ ١٤٧). (٣) البيت من بحر البسيط، غير منسوب في مراجعه لأحد، وهو في شرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٥٣)، وشرح التصريح (١/ ١٠٧).