قوله:"ضغينة" بالضاد والغين المعجمتين، وهو الحقد، قوله:"ومضطلع الأَضْغَانِ" المضطلع بالشيء: القادر عليه المستقل به، والأَضْغَانِ: جمع ضغن بكسر الضاد وهو الحقد.
قوله:"يافع": من أيفع شاذ، والقياس: موفع، واليافع: الذي ناهز الحلم، والمعنى: لم أزل مذ ناهزت الحلم محسدًا مضطلعًا بضغائن الأعداء.
الإعراب:
قوله:"وما زلت": من الأفعال الناقصة، والتاء اسمه، وقوله:"محمولًا عليَّ ضغينة": جملة خبره، وارتفاعِ ضغينة يكون مفعولًا لمحمولًا الذي هو اسم مفعول قد ناب عن الفاعل، قوله:"ومضطلع الأضْغَانِ": كلام إضافي عطف على قوله: "محمولًا"، قوله:"مذ" ها هنا ظرف أضيف إلى الجملة الاسمية وهو قوله: "أنا يافع" لأنه خبر ومبتدأ.
الاستشهاد فيه:
في قوله:" [مذ أنا يافع" حيث أضيف مُذْ إلى الجملة الاسمية (٢)، وفيه شاهد آخر وهو] (٣)"محمولًا" حيث ذكره الشاعر وهو فعل المؤنث، وذلك لأن تاء الضغينة تأنيث لفظي، فلذلك قال: محمولًا ولم يقل: محمولة.
أقول: قائله هو الأعشى ميمون بن قيس، وهو من قصيدة من الطويل، وأولها هو
= الصحيح، وهو في الكتاب لسيبويه (٣/ ١١٧)، وشرح شواهد الإيضاح (٣٤٥)، والجنى الداني (٥٠٤)، وديوان الكميت بن معروف (١٧٣)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١/ ٥٣١). (١) هو الكميت بن معروف بن الكميت الأكبر بن ثعلبة الأسدي، أسلم جده في زمن النبي ﷺ، ولم يلتق به، وقد ذكر الجمحي في طبقات الشعراء الكميت بن معروف وجده، ومن شعره وهو من قصيدة الشاهد قوله: فقلت له تالله يدري مسافر … إذا أضمرته الأرض ما الله صانع انظر الخزانة (٧/ ٥٢٤). (٢) قال سيبويه: "هذا باب ما يضاف إلى الأفعال من الأسماء .... ومما يضاف إلى الفعل أيضًا قولك: ما رأيته مذ كان عندي، ومذ جاءني". الكتاب لسيبويه (٣/ ١١٧). (٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٤) أوضح المسالك (١/ ١٥٤). (٥) البيت من بحر الطويل، من قصيدة للأعشى في مدح رسول الله ﷺ وإن كان لم ينشدها أمامه، وقد سبق سردها =