قوله:"يسوداننا": من ساد قومه يسودهم سيادةً وسؤددًا وسيدودةً فهو سيدهم وهم سادة، قوله:"إن يسرت"[بالياء آخر الحروف وتشديد السين المهملة وفتح الراء، يقال: يسرت الغنم إذا كثرت ألبانها ونسلها، وكذلك يقال: يسرت الإبل](٣).
حاصل المعنى: هذان الرجلان يزعمان أنهما سيدانا وإنما يكونان سيدينا إذا كثرت أولاد غنمهما، وكثرت ألبانها، ويجري علينا من ذلك.
الإعراب:
قوله:"هما": مبتدأ، والضمير يرجع إلى الشيخين المذكورين في البيت الذي قبله، قوله:"سيدانا": خبره، وقوله:"يزعمان" تثنية يزعم، وقد بطل عملها لتأخرها، قوله:"وإنما" كلمة إن بطل عملها بما الكافة، و"يسوداننا": جملة من الفعل وهو يسودان والفاعل وهو ضمير التثنية المستتر فيه الذي يرجع إلى الشيخين والمفعول وهو الضمير المنصوب.
قوله:"إن": شرط، و "يسرت": فعل الشرط، و "غنماهما": فاعل ليسرت، وجواب الشرط محذوف يدل عليه قوله:"وإنما يسوداننا" والتقدير: إن يسرت غنماهما يسوداننا.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"هما سيدانا يزعمان" حيث بطل عمل يزعمان لتأخره عن الجملة التي هي مفعوله (٤).
(١) ابن الناظم (٧٧)، وأوضح المسالك (٢/ ٥٩). (٢) البيتان من بحر البسيط، وقد نسبهما الشارح، وانظر الشاهد في تخليص الشواهد (٤٤٦)، والدرر (٢/ ٢٥٥)، وشرح التصريح (١/ ٢٥٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ١٥٣)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٨٦). (٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٤) ينظر الشاهد رقم (٣٤٦).