قوله:"والله" مبتدأ، و "أسماك" جملة من الفعل والفاعل والمفعول خبره، قوله:"سمًا" مفعول ثانٍ لأسماك، و "مباركًا" صفته، قوله:"آثرك الله" جملة من الفعل والفاعل والمفعول وبه يتعلق بآثرك، والضمير يرجع إلى "سما".
قوله:"إيثاركا" نصب بنزع الخافض؛ أي: كإيثاركا، والمصدر مضاف إلى مفعوله، وطوي ذكر الفاعل، والتقدير: آثرك الله بالاسم المبارك كإيثاره إياك.
فإن قيل:"آثرك الله" ما وجه ارتباطها بما قبلها؟
قلت: هي جملة كاشفة معنى المبارك، فلذلك تكون كالصفة، ولهذا ترك العاطف.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"سمًا" فإنَّه استشهد به من يحكي اللغة الخامسة في الاسم، وذلك لأنهم نقلوا خمس لغات: اسم -بكسر الهمزة وهو أشهرها، واسم بضمها، وسِمٌ بكسر السِّين، وسُم بضمها، واللغة الخامسة هي: سُمًى على وزن هدًى (١)، حكاها من يستشهد بالبيت المذكور (٢)، ولكن لا يتم به دعواه؛ لاحتمال أن يكون هذا على لغة من قال:"سُم" بضم السِّين ثم نصبه مفعولًا ثانيًا لأسماك كما قلنا (٣).
وفي شرح كتاب سيبويه أنَّه قد يكون (سمًا) في البيت غير المقصود سيكون ألفه ألف التنوين بدليل رواية: سِمًا فيه بالكسر.
(١) ينظر اللسان مادة (سما). (٢) الضمير يعود على ابن هشام وغيره ممن يستشهدون بهذا البيت. (٣) وفي (الاسم) ثمان عشرة لغة جمعها الدنوشري في قوله: سُمِاء سِمٌ واسمٌ سماةٌ كذا سُمًا … وزد سمة واثلث أوائلَ كلِّها حاشية الشيخ يس على التصريح: (٤) لم يرد البيت في شرح ابن الناظم، وهو في أوضح المسالك (١/ ٢٩). (٥) البيت من بحر الوافر المقطوف العروض والضرب، وقد نسب لأحد أبناء علي بن أبي طالب.