وجماعة إلى أنها تعمل في الحين وفيما رادفه؛ كالزمان والأوان ونحوهما (١).
الاستشهاد فيه:
في قوله:"غافلًا" حيث وقع حالًا عن المجرور، وقد تقدم عليه (٢).
الشاهد الأول بعد الخمسمائة (٣) , (٤)
مَشْغُوفَةً بِكِ قد شُغِفْتُ وإِنما … حُمَّ الفراقُ فما إلَيْكِ سَبيلُ
أقول: احتج به جماعة من النحاة، ولم أر أحدًا عزاه إلى قائله.
وهو من الكامل وفيه الإضمار والقطع.
قوله:"مشغوفة": من شغفه الحب، أي: بلغ شغافه وهو غلاف القلب وهي جلدة دونه كالحجاب، ويجوز بالعين المهملة -أيضًا- فيقال: شعفه الحب؛ أي: أحرق قلبه، وقال أبو زيد: أمرضه (٥)، وقرأ الحسن: ﴿قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا﴾ [يوسف: ٣٠] بالعين المهملة (٦)، قوله:"حم الفراق" أي: قدر.
الإعراب:
قوله:"مشغوفة" بالنصب؛ لأنه حال من الكاف الذي في بك وهي كاف المؤنث، والمعنى: قد شغفت بك مشغوفة، وقوله:"قد شُغِفت" على صيغة المجهول، قوله:"وإنما" إن كفت عن العمل بدخول ما الكافة عليها، وقوله:"حم" على صيغة المجهول أسند إلى الفراق، وهو مفعول ناب عن الفاعل، قوله:"فما إليك سبيل" الفاء تصلح أن تكون للتعليل، وما بمعنى ليس، "وسبيل": اسمه، "وإليك" مقدمًا خبره (٧).
(١) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٧٧)، والجنى الداني (٤٩١)، والمغني (٢٥٤). (٢) ينظر شرح عمدة الحافظ (٤٢٨). (٣) ابن الناظم (١٢٩). (٤) البيت من بحر الكامل، لقائل مجهول في الغزل، وانظره في الأشموني (٢/ ١٧٧)، وشرح عمدة الحافظ (٤٢٨)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٧٢٣). (٥) لم نستطع الحصول عليه في النوادر لأبي زيد. (٦) قال ابن جني: "ومن ذلك قراءة علي ﵇ والحسن بخلاف وأبي رجاء ويحيى بن يعمر وقتادة: (قد شعفها) بالعين"، المحتسب (١/ ٣٣٩). (٧) انظر قول ابن مالك في ذلك، في شرح الكافية الشافية (٤٣٢): "من النحويين من يرى عمل ما إذا تقدم خبرها وكان ظرفًا أو مجرورًا، وهو اختيار أبي الحسن بن عصفور، وكان قد منع العمل عند تقدم الخبر.