أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل، المعنى ظاهر.
الإعراب:
قوله:"لئن" اللام فيه للتأكيد، وإن للشرط، و"تك" أصله: تكن حذفت النون للخفة، وهذه زائدة هاهنا؛ لأن المعنى يتم بدونها، فإذا كان "تكون" زائدة لا تعمل شيئًا أو تكون تامة، والمعنى: لئن يكن الشأن قد ضاقت إلخ (٣).
قوله:"قد" للتحقيق، و"ضاقت": فعل، وقوله:"بيوتكم": كلام إضافي فاعله، وقوله:"عليكم": في محل النصب على المفعولية, قوله:"ليعلم ربي": جملة من الفعل والفاعل، واللام فيه للتأكيد، أعني: تأكيد القسم, قوله:"أن" مع اسمها وخبرها قد سدت مسد مفعولي يعلم.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"ليعلم" إذ أصله: ليعلمن بنون التأكيد فحذفها (٤).
= وأما الزجاج والمبرد فقد ذهبا إلى أن تأكيد المضارع بعد إما واجب، يقول الزجاج: "السبب الذي له دخلت النون الشرط في قوله: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى﴾ [البقرة: ٣٨]-، ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا﴾ , ﴿وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ﴾ ونحو ذلك عند النحويين إنما هو لحاق (ما) أول الفعل بعد (إن) فلذلك صار موضعًا للنون بعد أن لم يكن لها موضع". إعراب القرآن المنسوب للزجاج (٢/ ٦٠٥). وليس في كلام الزجاج السابق ما يدل على وجوب توكيد المضارع بالنون إذا كان مسبوقًا بـ (إن) المدغمة في (ما) علمًا بأن النحاة نسبوا إليه ذلك، ونسب -أيضًا- إلى المبرد. وممن نسب إليهما ذلك أبو حيان في البحر المحيط (٧/ ٤٧٧)، والسيوطي في الهمع (٢/ ٧٨). (١) ابن الناظم (٢٤٠). (٢) البيت من بحر الطويل، ولم ينسبه العيني لكنه للكميت بن معروف في الخزانة (١٠/ ٦٨، ٧٠)، (١١/ ٣٣١، ٣٥١)، ومعاني القرآن للفراء (١/ ٦٦)، (٢/ ١٣١)، والتصريح (٢/ ٢٥٤)، وشرح الأشموني (٣/ ٢١٥)، (٤/ ٣٠)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٥٢٧). (٣) قوله في تك: إنها زائدة أو هي كان التامة كلام غير واضح، والصحيح أن تك ناقصة، واسمها ضمير الشأن، أو هو بيوتكم، وجملة قد ضاقت: الخبر. (٤) جواب القسم إن كان مضارعًا مثبتًا مستقبلًا وجب توكيده باللام والنون معًا إن كان غير مقرون بحرف تنفيس ولا مقدم المعمول نحو: والله لأفعلن، وإلا فباللام نحو: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [الضحى: ٥] فإن كان الجواب مضارعًا منفيًّا لم يؤكد، ولو كان بمعنى الحال أكد باللام دون النون لأنها مختصة بالمستقبل وذلك نحو: والله ليفعل: =