ويروى: لا تعادِ الفقير، فعلى هذا لا استشهاد فيه، ويقال: إن هذه القصيدة قيلت قبل الإسلام بدهر طويل, قوله:"لا تهين": من أهان يهين إهانة, قوله:"علك" أصله: لعلك، تقول. علك، ولعلك، وعنك، ولعنك، وفيها عشر لغات (١).
قوله:"أن تركع": من الركوع، وهو الانحناء والميل؛ من ركعت النخلة إذا انحنت ومالت، وأراد به الانحطاط من الرتبة والسقوط من المنزلة.
الإعراب:
قوله:"لا تهين": جملة من الفعل والفاعل، قد دخلها لا الناهية، و"الفقير": مفعولها، قوله:"علك" الكاف اسمه، وقوله:"أن تركع": جملة خبره، و"يومًا": نصب على الظرف, قوله:"والدهر": مبتدأ، و "قد رفعه": خبره، والضمير فيه يرجع إلى الفقير، والجملة في موضع النصب على الحال.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"لا تهين" بكسر الهاء وسكون الياء آخر الحروف وبالنون، وأصله:"لا تهينن" بنونين أولاهما مفتوحة، فحذف النون الخفيفة لما استقبلها ساكن (٢).
أقول: قائله هو النابغة الجعدي الصحابي، وهو من الطويل.
(١) ينظر الإنصاف مسألة (٢٦)، واللسان مادة: "علل". (٢) قال ابن مالك: " (واحذف خفيفة لساكن ردف) فقال الأشموني: "أي تحذف النون الخفيفة وهي مرادة لأمرين: الأول: أن يليها ساكن نحو: اضرب الرجل، تريد: اضربن، ومنه (البيت) لأنها لما لم تصلح للحركة عوملت معاملة حرف المد فحذفت لالتقاء الساكنين .. ". شرح الأشموني (٣/ ٢٢٥). (٣) ابن الناظم (٢٤٤). (٤) البيت من بحر الطويل، وهو آخر عشرة أبيات للنابغة الجعدي الصحابي، وكلها في الحكم وتجارب الزمان، وأولها: وما طالب الحاجات في كل وجهة … من الناس إلا من أجد وشمرَا ولا ترضى حن من عيش بدون ولا تنم … وكيف ينام الليل من بات معسرَا إذا المرء لم يطلب معاشًا لنفسه … شكا الفقر أو لام الصديق فأكثرَا فسر في بلاد الله والتمس الغنى … تعش ذا يسار أو تموت فتعذرا انظر ديوان النابغة الجعدي (٧٣)، دمشق (١٩٦٤)، وانظر بيت الشاهد في الكتاب (٢/ ٥١)، وشرح أبيات الكتاب =