أقول: قائله هو رجل من أزد السراة، وحكى أبو علي الفارسي أن قائله هو عمرو الجنبي (٥)، وإنه لقي امرأ القيس في بعض المفاوز، فسأله فقال له: عمرو: عجبت لمولود البيت، فأجابه امرؤ القيس: فذاك رسول الله عيسى ابن مريم وآدم ﵉، وبعده بيتان آخران وهما (٦).
قوله:"رب مولود وليس له أب" أراد به عيسى - صلوات الله عليه وسلامه - (٧)، وأراد بـ:"ذي ولد لم يلده أبوان" آدم ﵇، ويقال: أراد به القوس، وولده السهم لم يلده أبوان؛ لأنه لا يتخذ القوس إلا من شجرة واحدة مخصوصة.
وقيل: أراد بذي الولد البيضة، وأراد بذي شامة غراء إلخ القمر؛ فإنه ذو شامة، وهي المسحة التي فيه، يقال: إنها من أثر جناح جبريل ﵇ لما مسحه.
= وشرح شواهد المغني (٢/ ١٧٨)، والمغني (٦١)، والهمع (٢/ ٣٦). (١) ينظر الشاهد رقم (٤٢١). (٢) قال ابن مالك نصًّا في شرح التسهيل (٢/ ١٥٠): "ولا خلاف في شذوذ حذف حرف الجر، وبقاء عمله كقول الشاعر: وحكى بيت الشاهد، ثم قال: ومثله (حتى تبذخ فارتقى الأعلام) فحذف إلى وأبقى الضمير". (٣) أوضح المسالك (٢/ ١٤٥). (٤) البيت من بحر الطويل، لرجل من أزد السراة في شرح التصريح (٢/ ١٨)، وشرح شواهد الإيضاح (٢٥٧)، وشرح شواهد الشافية (٢٢)، والكتاب لسيبويه (٢/ ٢٦٦)، والخزانة (٢/ ٣٨١)، والدرر (١/ ١٧٣)، وشرح شواهد المغني / (٣٩٨)، والجنى الداني (٤٤١)، والخصائص (٢/ ٣٣٣)، وابن يعيش (٩/ ١٢٦)، والهمع (١/ ٥٤). (٥) انظر التكملة للفارسي (١٩٠) تحقيق: كاظم بحر المرجان، ط. عالم الكتب. (٦) خزانة الأدب (٢/ ٣٨٢) (هارون)، وشرح شواهد المغني (٣٩٨). (٧) في (أ): ﷺ.