يندلق، بطه إنما يمس منكبه (١) الأرض وهو خميص البطن، قوله:"طي المحمل" أراد أنه مدمج الخلق كطي المحمل يعني: حمائل السيف، وهو بكسر الميم وسكون الحاء المهملة وفتح الميم الثانية، قال الجوهري: المحمل مثال المرجل: عِلاقَةُ السَّيْفِ (٢).
الإعراب:
قوله:"ما" للنفي وبطل عملها لدخول إلا، وكلمة "إن" زائدة للتوكيد؛ كما في قوله:"وما إن طبن جُبْنَ" وقوله: "يمس": فعل مضارع، و "الأرض" مفعوله، و "منكب" فاعله، قوله:"منه" في محل الرفع على أنه صفة [لمنكب](٣)، قوله:"وحرف الساق" كلام إضافي مرفوع؛ لأنه عطف على منكب.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"طي المحمل" حيث نصب بتقدير: يطوي طي المحمل (٤)، والله أعلم.
أقول: قائله هو [الأعشى](٧) أعشى بني قيس، واسمه: ميمون بن قيس، وتمامه (٨):
............................. … وبِتَّ كما باتَ السَّليمُ مُسَهَّدًا
وهو من قصيدة قالها الأعشى في رسول الله ﷺ، وكان خرج إليه في الهدنة التي كانت بين النبي ﷺ وبين قريش في صلح الحديبية يريد الإسلام؛ فبدأ بمكة، فلقيه أبو سفيان، فسأله عن وجهه الذي يريد، فقال: أريد محمدًا، قال: إنه يحرم عليك خصالًا كلها لك موافق.
قال: ما هي؟
قال: الخمر والزنا والقمار.
(١) في (أ): منكبيه. (٢) الصحاح مادة: "حمل". (٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٤) ينظر الكتاب (١/ ٣٥٩، ٣٦٠). (٥) توضيح المقاصد (٢/ ٧٩). (٦) البيت من بحر الطويل، وهو مطلع قصيدة طويلة كتبها الأعشى في مدح رسول الله ﷺ لينشدها أمامه، يعلن إسلامه، لكن الأحداث سارت على غير ما يرغب؛ كما ذكر الشارح، وانظر بيت الشاهد في: الخصائص (٣/ ٣٢٢)، والدرر (٣/ ٦١)، وابن يعيش (١٠/ ١٠٢)، والمحتسب (٢/ ١٢١)، والمغني (٥٧٦)، والمنصف (٣/ ٨)، والهمع (١/ ١٨٨)، والخزانة (١٦٣)، وشرح الأشموني (٢/ ١١٤)، وديوان الأعشى (١٠٠). (٧) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٨) ديوان الأعشى (١٠٠).