قوله:"وإذا الحرب" الواو للعطف، وإذا للشرط، وفعل الشرط محذوف دل عليه قوله:"شمرت"، والتقدير: وإذا شمرت الحرب؛ لأن إذا لا تدخل إلا على الجملة الفعلية، قوله:"لم تكن": جواب الشرط، قوله:"حين": نصب على الظرف، و "تدعو": فعل مضارع، و"الكماة": فاعله، قوله:"فيها" أي: في الحرب، يتعلق بتدعو، قوله:"نزال": في محل النصب على أنه مفعول تدعو، والتقدير: حين تدعو تقول: نزال.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"لم تكن كي" حيث أدخل الكاف على ضمير المتكلم على معنى؛ لم تكن أنت مثلي، وهذا شاذ لا يستعمل إلا في الضرورة، وحُكي عن الحسن البصري ﵀ أنه قال: أتاك وأنت كي (١)، يعني: أنا كمثلك وأنت كمثلي، واستعمال هذا في حال السعة شذوذ لا يلتفت إليه (٢).
الشاهد الثاني والستون بعد الخمسمائة (٣)، (٤)
عيَّنَتْ ليلة فَمَا زلْتُ حتى … نِصفِهَا راجِيا فَعُدتُ يَؤُوسا
قوله:"بؤسا" بضم الباء الموحدة، وهو الشدة، قوله:"يؤوسا": من اليأس، وهو القنوط وهو خلاف الرجاء.
(١) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٢٠٩). (٢) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٢٠٩)، والضرائر الشعرية لابن عصفور (٣٠٩). وفيها يقول ابن عصفور: "وقوله: "البيت" أنشده الفراء وقال أنشدنيه بعض أصحابنا ولم أسمعه أنا من العرب، قال الفراء: وحكي عن الحسن البصري: أنا كك وأنت كي، واستعمال هذا في حال السعة شذوذ لا يلتفت إليه. (٣) توضيح المقاصد (٢/ ٢٠٥). (٤) البيت من بحر الخفيف، ولم ينسب في مراجعه، وكذا لم يشر العيني إلى نسبه أو إلى أنه مجهول القائل، وهو في الجنى الداني (٥٤٤)، والدرر (٤/ ١٠٩)، وشرح التصريح (٢/ ١٧)، والمغني (١٢٣)، وشرح شواهد المغني (٣٧٠)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٢٣). (٥) قوله من المديد خطأ؛ بل البيتان من بحر الخفيف.