أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، يهجو الأخطل، وهو من البسيط.
قوله:"زلاء" بفتح الزاي المعجمة وتشديد اللام وبالمد، يقال: امرأة زلاء إذا كانت رسحاء، وهي اللاصقة العجز خفيفة الإلية، قوله:"منطيق" بكسر الميم؛ مبالغة ناطق، ويستوي فيه المذكر والمؤنث وهو البليغ، ولكن المراد به هاهنا المرأة التي تأتزر بحشية تعظم بها عجيزتها، والحشية: كساء غليظ خشن.
الإعراب:
قوله:"والتغلبيون": مبتدأ وهو جمع تغلبي بالغين العجمة وكسر اللام؛ نسبة إلى بني تغلب، قوم من نصارى العرب بقرب الروم، والأخطل منهم، والجملة أعني قوله:"بئس الفحل فحلهم" خبره، وقوله:"فحلهم": مخصوص بالذم مرفوع بالابتداء، و "بئس الفحل" مقدمًا خبر.
قوله:"فحلًا" نصب على التمييز ذكره على سبيل التأكيد، قوله:"وأمهم": كلام إضافي مبتدأ، و "زلاء": خبره، و "منطيق": خبر بعد خبر.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"فحلًا" حيث جمع بينه وهو تمييز وبين الفاعل الظاهر على سبيل التوكيد، وقد ذكرنا أن هذه مسألة فيها خلاف (٣) , ..................................................
= وغيره" التذييل والتكميل (٤/ ٤٩٥). (١) ابن الناظم (١٨٣)، وتوضيح المقاصد (٣/ ٩٢)، وشرح ابن عقيل (٣/ ١٦٤). (٢) البيت من بحر البسيط، من قصيدة لجرير يهجو فيها الفرزدق، والأخطل، وفيها يقول: قل للأخيطل إذا جد الجراء بنا … أقصر فإنك بالتقصير محقوق انظر القصيدة في الديوان (١٩٢)، ط. دار المعارف، وانظر بيت الشاهد في ديوانه (١٩٥) دار صعب بيروت، وشرح التصريح (٢/ ٩٨)، وشرح الأشموني (٣/ ٣٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٨٦)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١٤، ١٥)، والدرر (٥/ ٢٠٨)، اللسان مادة: "نطق". (٣) اختلف النحويون في حكم الجمع بين فاعل نعم الظاهر والتمييز على ثلاثة مذاهب: الأول: منع سيبويه والسيرافي الجمع بينهما مطلقًا، واختار هذا الرأي ابن جني وابن يعيش. الثاني: أجاز المبرد والفارسي الجمع بينهما مستدلين بالسماع ومنه ذلك المذكور، والثالث: أجاز ابن عصفور الجمع بينهما بشرط أن يفيد التمييز معنى لا يفيده الفاعل الظاهر، ينظر الكتاب لسيبويه (٢/ ١٧٧)، والارتشاف (٣/ ٢٢)، والخصائص (١/ ٣٩٦، ٣٩٧)، وابن يعيش =