أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو شطر بيت من الطويل.
قوله:"أخو الهيجا" أي: صاحب الهيجاء، وهو كناية عن ملازمة الحرب وشدة مباشرتها، والهيجاء ممدود اسم للحرب وقصرت هنا للوزن، قوله:"ونعم شهابها" أي: شهاب الهيجاء، أراد: نار الحرب، وهو أيضًا كناية عن شدة حربه وغاية شجاعته فيها، وعدم توليه كالنار إذا قويت لا تولى عن شيء، وتحرق كل شيء أصابته.
الإعراب:
قوله:"أخو الهيجا": كلام إضافي مرفوع؛ لأنه فاعل نعم، وكذلك الكلام في قوله:"ونعم شهابها".
الاستشهاد فيه:
في قوله:"ونعم شهابها" حيث أضيف فاعل نعم إلى ضمير ما فيه الألف واللام، وقد استدل به البعض على جواز ذلك، والصحيح أنه لا ينقاس عليه لقلته (٤).
أقول: قائله هو الطرماح، وهو من مربع الكامل وفيه الترفيل.
(١) تدخل اللام الواقعة في جواب القسم على الفعل الماضي كقولك: واللَّه لكذب، وقد تدخل على قد كقوله تعالى: ﴿قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا﴾ فدخول اللام على نعم وبئس دليل فعليتهما. (٢) توضيح المقاصد (٣/ ٧٩). (٣) شطر بيت من بحر الطويل مجهول القائل، ينظر همع الهوامع (٢/ ٨٥)، والأشموني بحاشية الصبان (٣/ ٢٨). (٤) قال أبو حيان: "وأجاز بعض النحاة أن يكون الفاعل ما أضيف إلى ضمير ذي أل نحو (البيت)، والصحيح المنع، وهذا يحفظ ولا يقاس عليه". ارتشاف الضرب (٣/ ٢٠)، وينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (٣/ ٢٨). (٥) ابن الناظم (١٨٤). (٦) البيت من مجزوء الكامل، من قصيدة طويلة بلغت أكثر من مائة بيت، للطرماح بن حكيم (معاصر للفرزدق) =