قَالتْ وَكُنْتُ رَجُلًا فَطِينًا … هَذَا لَعَمْرُ الله إِسْرَائينَا
أقول: قائله [هو](٣) أعرابي صاد ضبًّا وأتى به إلى أهله، فرأته امرأته، فقالت: هذا لعمر الله إسرائين [أي]، (٤) ما مسخ من بني إسرائيل، وقال أبو منصور موهوب بن الجواليقي (٥) في معربه: يجوز في إسرائيل: إسرال، وإسرائين بالنون، وقال أعرابي: صاد ضبًّا فجاء به إلى أهله، وأنشد يقول:
قوله:"فطينًا": من الفطنة وهو الذكاء، وقد فطن بالكسر فطنة وفطانة وفطانية، قال الجوهري: الفطنة كالفهم، تقول: فطنت للشيء بالفتح ورجل فطِن وفطَن (٧)، قوله:"لعمر الله" بفتح اللام وفتح العين، قال سيبويه: العَمر والعُمر -بفتح العين وضمها واحد إلا أنهم لا يستعملون في القسم إلا الفتح لكثرة القسم في كلامهم (٨).
قوله:"إسرائينا" بكسر الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الراء بعدها همزة مكسورة وبعدها نون، وهو لغة في إسرائيل باللام في آخره، وكذلك: يقال في إسرافيل باللام: إسرافين بالنون، وفي: جبرائيل: جبرائين، وفي ميكائيل: ميكائين، قال الجوهري: إسرائيل: اسم يقال: هو مضاف إلى إيل (٩)؛ قال الأخفش هو يهمز ولا يهمز، قال: ويقال في لغة: إسرائين بالنون؛ كما قالوا: جبرين وإسماعين (١٠)، قلت: ذكره في باب سرى، يقال: سريت سرى ومسرى وأسريت
(١) ابن الناظم (٨٠)، وشرح ابن عقيل (٢/ ٦٢). (٢) البيتان من الرجز المشطور، قالهما أعرابي مجهول في مناسبة ذكرها الشارح بإفاضة، وانظرهما في شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٩٥)، وتخليص الشواهد (٤٥٦)، والدرر (٢/ ٢٧٢)، وشرح التصريح (١/ ٢٦٤)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١٢٧٦). (٣) و (٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٥) هو موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر، ولد ومات ببغداد، ألف كتاب: المعرب والعروض وغيرهما (ت ٥٤٠ هـ)، ينظر الأعلام (٧/ ٣٣٥). (٦) انظر المعرب من الكلام الأعجمي لأبي منصور الجواليقي (١٠٦)، تحقيق د. عبد الرحيم، دار القلم، دمشق، وانظر الصحاح للجوهري: "فطن". (٧) الصحاح مادة: "فطن". (٨) ينظر الكتاب لسيبويه (٣/ ٥٠٢). (٩) الصحاح مادة: "سرا". (١٠) ينظر الصحاح مادة: "سرا"، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٩٥).