في قوله:"اليجدع": حيث أدخل الألف واللام [فيه](١) على الفعل المضارع، لأنه أجراه مجرى الصفة، لأنه مثلها في المعنى، وأجيب على هذا أنه ضرورة (٢)، وقيل: إنه لا ضرورة فيه، لأنه كان يمكن أن يقول: يجدع، بدون الألف واللام لاستقامة الوزن (٣) وكذا يقول: المتقصع في البيت الآخر، (قلت): ذلك مسلم، وأما في هذا فيلزم (٤) الإقواء (٥) في البيت، وهو عيب (٦).
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط المجزوء السالم.
ومعنى البيت: في الشيء الذي يعقب البغيُ أهلَ البغي من النكال ما يمنع الرجل الحازم أن يسأم من سلوك طريق السداد، و "البغي": هو الظلم والعدوان، و "الحازم": من الحزم، وهو ضبط الأمر وتوثيقه، قوله:"أن يسأما": من سئم (٩) الرجل يسأم، من باب علم يعلم سأمًا وسآمة وسأْمًا إذا مَلَّ.
الإعراب:
قوله:"في المعقب البغي" المعقب: اسم فاعل، من أعقب، فهو مما يتعدى إلى مفعولين، قال تعالى: ﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا﴾ [التوبة: ٧٧] والبغي: مرفوع لأنه فاعله، و "أهل البغي": كلام إضافي مفعول أول، والمفعول الثاني هو العائد المحذوف، والأصل: في المعقبه، والألف واللام فيه بمعنى الذي
(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٢) قال ابن السراج في كتاب الأصول: "لما احتاج إلى رفع القافية قلب الاسم فعلًا وهو من أقبح ضرورات الشعر" ينظر الخزانة (١/ ١٤). (٣) هو قول ابن مالك في شرح التسهيل (١/ ٢٠٢). (٤) في (أ): يلزم. (٥) الإقواء هو: اختلاف حركة الروي المطلق بضم وكسر، وهو اختلاف قريب مثل: هاتِفُ وخائِفِ. ينظر العروض الواضح (١٤٢). (٦) رد عليه البغدادي في الخزانة (١/ ١٤) "بأنه لا يلزمه الإقواء؛ لأن "اليربوع" مرفوع و "المقتصع" وصفه. وينظر تعليق الفرائد للدماميني (٢/ ٢١٤ - ٢١٨). (٧) ابن الناظم (٣٧)، وتوضيح المقاصد (١/ ٢٥١). (٨) البيت من مخلع البسيط، وهو لقائل مجهول، وانظره بعد مرجعيه السابقين في حاشية الصبان على شرح الأشموني (١/ ١٧١). (٩) في (ب): سأم.