٤ - إن الحديثَ طرفٌ مِن القِرَى … ثم اللَّحَافُ بَعْدَ ذَاكَ فِي الذَّرَى
وهو من مشطور الرجز، والقافية هنا تجمع بين المتراكب والمترادف والمتكاوس (٤).
قوله:"إنك يا ابن جعفر" يخاطب به عبد اللَّه بن جعفر بن محمد الصادق ﵃، قوله:"طرق الحي سرى" أي: ليلًا؛ لأن السَّرى لا يكون إلا ليلًا، قوله:"في الذرى" بفتح الذال المعجمة، وهو الكنف.
الإعراب:
قوله:"إنك" الكاف اسم إن، قوله:"نعم الفتى" خبره، وقوله:"يا ابن جعفر": جملة ندائية معترضة، قوله:"سرى": موضع ظرف، واسم الزمان محذوف معه، وهو كقولك: جئتك مقدم الحاج، أي: وقت قدوم الحاج.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"نعم الفتى" فإن الفتى قبل دخول الألف واللام عليه منون، وهو مقصور، والمنون المقصور يوقف عليه بالألف نحو: رأيت فتى، وفي هذه الألف ثلاثة مذاهب (٥):
الأول: أنها بدل من التنوين في الأحوال الثلاثة، وهو مذهب أبي الحسن (٦)، والفراء والمازني.
(١) توضيح المقاصد (٥/ ٢٥٧). (٢) البيت من الرجز المشطور، من مقطوعة عدتها ستة أبيات، للشماخ بن ضرار، في مدح عبد اللَّه بن جعفر الصادق، ديوانه (٤٦٤)، ط. دار المعارف، وانظر الشاهد في شرح الأشموني (٤/ ٢٠٥). (٣) ديوان الشماخ (٤٦٥)، تحقيق: صلاح الدين الهادي، دار المعارف، بمصر، وانظرها أيضًا في شرح الحماسة للمرزوقي (٤/ ١٧٥٠). (٤) المتكاوس: كل قافية وجد بين ساكنيها أربع متحركات (متعلن)، والمتراكب: هو كل قافية وجد بين ساكنيها ثلاث متحركات (مستعلن)، والمترادف: كل قافية التقى ساكناها. (٥) راجع شرح الأشموني (٤/ ٢٠٤). (٦) جاء في معاني القرآن للأخفش (١/ ٧٩)، تحقيق: هدى قراعة: "فأما قوله: ﴿فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾ [الأحزاب: ٦٧]، =