كَيْ تَجْنَحُونَ إلى سِلْمٍ وما ثُئِرتْ … قَتْلاكُمُ ولظَى الهَيْجَاءِ تَضْطَرِمُ
أقول: أنشده سيبويه ولم يعزه إلى قائله، وهو من البسيط.
قوله:"تجنحون": من جنح إذا مال يجنَح ويجنُح بفتح العين وضمها جنوحًا واجتنح مثله، و "السِلم" بكسر السين؛ الصلح.
قوله:"ومما ثئرت": صيغة مجهول من ثأرت القتيل وبالقتيل ثأرًا وثؤرة؛ أي: قتلت قاتله، قوله:"ولظى الهيجاء" اللظى: النار، والهيجاء: الحرب يمد ويقصر، وهاهنا ممدودة، قوله:"تضطرم" أي: تلتهب؛ من الضرام بالكسر وهو اشتعال النار في الحلفاء ونحوها.
الإعراب:
قوله:"كي تجنحون" أي: كيف تجنحون، وكي لغة في كيف وهو للاستفهام (٣)، وتجنحون: جملة من الفعل والفاعل، و "إلى سلم": يتعلق [به](٤)، قوله:"وما ثئرت قتلاكم": جملة حالية، وما نافية، وثئرت على صيغة المجهول، وقتلاكم: كلام إضافي مفعول ثئرت ناب عن الفاعل، قوله:"ولظى الهيجاء": كلام إضافي مبتدأ، و "تضطرم": خبره، والجملة وقعت حالًا -أيضًا-.
(١) ابن الناظم (٢٦١)، وتوضيح المقاصد (٤/ ١٧٥). (٢) البيت من بحر البسيط، غير منسوب في مراجعه لقائل، وقد ذكر الشارح أن سيبويه أنشده في كتابه، وهو غير دقيق، والبيت ليس في الكتاب، وانظره في المغني (١/ ١٨٢)، والجنى الداني (٢٦٥)، والخزانة (٧/ ١٠٦)، والدرر (٣/ ١٣٥)، وشرح شواهد المغني (٥٠٧)، والهمع (١/ ٢١٤). (٣) ينظر معاني القرآن للفراء (٣/ ٢٧٤)، وإعراب القرآن للنحاس (٥/ ٢٥٠). (٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).