في قوله:"ثلاثتنَا" فإنه بدل وهو اسم ظاهر من ضمير الحاضر وهو: "نا" في قوله: "في مقامنا" بدل كل من كل، وإنما جاز هذا البدل وإن كان لا يبدل ضمير المتكلم والمخاطب بدل كل لإفادته فائدة التوكيد من الإحاطة والشمول فافهم (١).
أقول: قائله هو العديل بن الفُرْخُ، وهو من الرجز المسدس.
و"الأداهم": جمع أدهم وهو القيد، قوله:"شثنة المناسم" أي: غليظة المناسم، قال ابن فارس: الشثن: الغليظ الأصابع، وكل ما غلظ من عضو فهو شثن، وقد شثُن وشثِن شثنًا (٤) ومادته: شين معجمة وثاء مثلثة ونون، ويجوز أن يكون قوله:"شثنة المناسم" من شثنت مشافر البعير إذا غلظت من أكل الشوك، ومادته: شين معجمة ونون وثاء مثلثة، و"المناسم": جمع منسم بفتح الميم وكسر السين المهملة، وهو خف البعير فاستعير للإنسان.
الإعراب:
قوله:"أوعدني": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، و"بالسجن" يتعلق بها، و"الأداهم" عطف عليه، والتقدير: أوعدني بالحبس في السجن، وأوعد رجلي بالأداهم، وإذا دخلت الباء على وعد جاء بالألف فيقال: أوعد" به، قوله: "رجلي": بدل من الياء في: "أوعدني"، وقال أبو حيان في تذكرته: قوله: "رجلي": منادى على طريق الاستهزاء بالموعد فافهم (٥)، قوله: "فرجلي": كلام إضافي مبتدأ، و"شثنة المناسم": كلام إضافي -أيضًا- خبره، والفاء للعطف، وفي رواية [ابن السكيت: "ورجلي" بالواو، وهو الأصح (٦).
(١) ينظر الشاهد السابق (٩٠٤). (٢) ابن الناظم (٢١٨)، وتوضيح المقاصد (٣/ ٢٥٧)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٢٥١). (٣) البيتان من بحر الرجز المشطور، وهما للعديل بن الفرج، وانظرهما في ابن يعيش (٣/ ٧٠)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٢٧)، والخزانة (٥/ ١٨٨)، وشرخ الأشموني (٣/ ١٢٩). (٤) مجمل اللغة: "شثن". (٥) قول أبي حيان ليس في التذكرة كما في ذكر الشارح، وإنما هو في كتابه الكبير: التذييل والتكميل، باب البدل في الجزء الرابع مخطوط. (٦) انظر ذلك في تهذيب إصلاح المنطق (٥١٨، ٦٣٤)، الخطيب التبريزي، تحقيق: فخر الدين قباوة.