تَزوَّدْتُ مِنْ لَيلَى بتَكلِيمِ سَاعَةٍ … فَمَا زَادَ إلا ضِعْفَ مَا بي كَلَامُها
أقول: قائله هو مجنون بني عامر.
وهو من الطويل.
المعنى: ظاهر.
الإعراب:
قوله:"تزودت": جملة من الفعل والفاعل، وقوله:"بتكليم ساعة": في محل النصب على المفعولية، وإضافة تكليم إلى ساعة من قبيل إضافة: يا سارق الليلة، ولما كان وجود التكليم في ساعة أضيف إليها لأدنى ملابسة، قوله:"من ليلى": يتعلق بقوله: "بتكليم ساعة"، قوله:"فما زاد" الفاء تصلح للتعليل، و "زاد": فعل متعد، وقوله:"كلامها" بالرفع فاعله، والمستثنى المنصوب مفعوله مقدمًا.
الاستشهاد فيه:
حيث احتج [به](٣) البصريون على جواز تقديم المفعول المحصور بإلا على فاعله [وهو](٤) كما في البيت السابق (٥)، وقد قيل: لا دليل فيه لجواز أن يكون فاعل زاد ليس قوله: "كلامها"، [بل ضميرًا مستترًا في زاد راجعًا إلى تكليم ساعة، وحينئذ يبقى قوله:"كلامها"، (٦) لا رافع له من اللفظ فيحتاج إلى تقدير عامل فيقدر: زاده كلامها، وهذا التأويل مستبعد؛ لأن مثل هذا إنما يحسن إذا كان في الكلام السابق إيهام؛ فيستأنف حينئذ له جملة توضحه، وتقدر تلك الجملة جوابًا لسؤال كما في قوله (٧):
وقد أجيب عن ذلك بأن الفاعل لما لم يكن ظاهرًا؛ بل ضميرًا مستترًا حصل إيهام ما فسوغ السؤال والجواب.
(١) ابن الناظم (٨٧)، وأوضح المسالك (٢/ ١٢٢)، وشرح ابن عقيل (٢/ ١٠٣). (٢) البيت من بحر الطويل، وهو لمجنون ليلى، ينظر ديوانه (١٧٢) سلسلة: "شعراؤنا"، والدرر (٢/ ٢٨٧)، وشرح التصريح (١/ ٢٨٢)، وتخليص الشواهد (٤٨٦)، والدرر (٣/ ١٧٢)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ١٦١، ٢٣٠). (٣) و (٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٥) ينظر الشاهد رقم (٣٩٥). (٦) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٧) ينظر الشاهد رقم (٣٩٥).