٥ - قوله:"الخطي" بفتح الخاء وتشديد الطاء والياء آخر الحروف، وهو الرمح المنسوب إلى الخط، وهو سيف البحر عند عمان والبحرين، قوله:"وشيجه" بفتح الواو وكسر الشين المعجمة بعدها ياء آخر الحروف ساكنة وفي آخره جيم، وهو من القنا ما ينبت في الأرض معترضًا، قال ابن الأثير: الوشيج: جمع وشيجة وهي عروق الشجرة، ووشجت العروق والأغصان: اشتبكت.
المعنى: لا تنبت القناة إلا القناة؛ كما [يقال:](١) لا تنبت الحقلة إلا البقلة، يعني: أنهم كرام لا يولد الكريم إلا في موضع الكريم.
الإعراب:
قوله:"وهل": للنفي بمعنى ما النافية، "وينبت" من الإنبات، وفاعله قوله:"وشيجه"، و (الخطي): بالنصب مفعوله مقدمًا، "وإلا" بمعنى غير، والمعنى: غير وشيجه، قوله:"ويغرس" على صيغة المجهول عطف على قوله: "ينبت"، و "النخل": مرفوع لكونه مفعولًا قام مقام الفاعل، والمعنى: وهل تغرس النخل إلا في منابتها؟ والضمير يرجع إلى النخل، وليس [هو](٢) بإضمار قبل الذكر؛ لأن التقدير: وهل تغرس النخل إلا في منابتها؟، فالنخل وإن كان في اللفظ مؤخرًا ولكنه في المعنى والرتبة مقدم.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"وهل ينبت الخطي إلا وشيجه" حيث قدم المفعول على فاعله لأجل الحصر بإلا كما في الأبيات السابقة (٣).
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، وهو من قصيدة رائية يمدح بها عمر بن عبد العزيز -
(١) و (٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٣) ينظر الشاهد رقم (٣٩٥). (٤) أوضح المسالك (٢/ ١٢٤). (٥) البيت من بحر البسيط، من قصيدة لجرير يمدح بها عمر بن عبد العزيز، ديوان جرير (١/ ٤١٢)، تحقيق د. نعمان طه، دار المعارف، وقد اختار العيني بعض أبياتها إلا أنه غير مرتبة كما وردت في الديوان، وانظر بيت الشاهد في الخزانة (١١/ ٦٩)، والدرر (٦/ ١١٨)، وشرح التصريح (١/ ٣٨٣)، والمغني (٦٢، ٨٠)، والجنى الداني (٢٣٠)، وشرح عمدة الحافظ (٦٢٧)، وشرح قطر الندى (١٨٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٣٤).