عَلِمْتُكَ البَاذِلَ المَعْرُوفَ فانْبعَثَتْ … إِلَيكَ بي وَاجفَاتُ الشَّوْق والأَمَل
أقول: هو من البسيط.
قوله:"الباذل": من البذل -بالذال المعجمة وهو الصرف، و"المعروف": اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والتقرب إليه والإحسان إلى الناس، وكل ما ندب إليه الشرع ونهى عنه من المحسنات والمقبحات، وهو من الصفات الغالبة، أي: أمر معروف بين الناس إذا رأوه لا ينكرونه.
قوله:"فانبعث": [من انبعث](٣) فلان لشأنه إذا ثار ومضى ذاهبًا لقضاء حاجته، وهو مطاوع بعث، والبعث في اللغة: الإثارة، يقال: بعثت الناقة؛ أي: أثرتها، قوله:"واجفات الشوق" أراد بها دواعي الشوق والأمل وأسبابها التي شوقته إلى الانبعاث إليه لأجل معروفه، وأصله: من الوجيف، وهو ضرب من سير الإبل والخيل، و"الشوق": نزاع النفس إلى الشيء، و"الأمل": الرجاء.
الإعراب:
قوله:"علمتك": جملة من الفعل والفاعل وهو التاء والمفعول وهو الكاف وهو المفعول الأول، وقوله:"الباذل المعروف" هو المفعول الثاني، ويجوز في المعروف الجر بالإضافة والنصب على المفعولية [قوله:"فانبعثت" الفاء للتعليل، وقوله:"بي": صلته في محل النصب على المفعولية] (٤)، وقوله:"إليك": معترض بينهما، ومحله النصب على الحال من قوله:"واجفات الشوق" وهو فاعل انبعثت، والتقدير: فانبعثت بي واجفات الشوق قاصدة إليك أو متوجهة إليك، قوله:"والأمل": عطف على الشوق.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"علمتك" حيث نصب فيه علمت مفعولين كما ذكرناه (٥).
= أي: فلا تظني غيره واقعًا مني". شرح الأشموني ومعه حاشية الصبان (٢/ ٣٥)، والتصريح (١/ ٢٦٠)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٧٢، ٧٣)، وشرح شذور الذهب (٣٧٧، ٣٧٨). (١) شرح ابن عقيل (٢/ ٣٠). (٢) البيت من بحر البسيط في المدح، وهو لقائل مجهول، ولم يشر العيني إلى نسبه، وانظره في شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٧٨)، وشرح التصريح (١/ ٣٣٢)، وشرح الأشموني (٢/ ٢٠). (٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٥) من أفعال القلوب التي تفيد اليقين: "علم" وهي بمعنى: تيقن، واعتقد، وتنصب المفعولين مثل: رأى ووجد ودرى وغيرها.