استفهامية، وما بعدها خبرها، والتقدير: أي شيء زاد ملاحة غزلان (١)، وهذه التقديرات كلها باعتبار الأصل لا على أنها الآن بهذا المعنى؛ لأن معناها الآن إنشاء.
قوله:"شدن" الضمير فيه يرجع إلى الغزلان، وهي (٢) في محل النصب على أنها صفة الغزلان، وقوله:"لنا" يتعلق بشدن، وكذلك قوله:"من هؤليائكن"، قوله:"الضال" مجرور بمن، و"السمر" عطف عليه.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"من هؤليائكن" حيث جاءت "أوليائكن" مقرونة بالهاء، و"أوليائكن" تصغير: أولئكن (٣)، وإنما أتى بكن؛ لأنه خاطب مؤنثات بقوله:
أقول: قائله هو شبيب بن جُعَيل التَّغْلَبِي، وكان بنو قتيبة بن معن، الباهليون أسروه في حرب كانت بينهم وبين بني تغلب، فقال شبيب يخاطب أمه نوار بنت عمرو بن كلثوم بقوله: حنت نوار إلى آخره وبعده (٦):
لَمَّا رَأَتْ مَاءَ السَّلا شُرْبًا لها … والفَرْتُ يعْصَرُ في الإنَاءِ أرَنَّتِ
وقد نسب بعضهم هذين البيتين إلى حجل بن نضلة، وقد قال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه:"فصل المقال" كما قال حجل بن نضلة الباهلي في نوار بنت كلثوم وأصابها يوم طلح فركب بها الفلاة خوفا من أنْ يُلحق:
(١) هو مذهب الفراء وابن درستويه ونقله في شرح التسهيل عن الكوفيين. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٢)، توضيح المقاصد للمرادي (٣/ ٥٦). وهناك مذهب ثانٍ للأخفش وهو أن "ما" نكرة موصوفة، وأفعل صفتها، والخبر محذوف. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣١)، وتوضيح المقاصد للمرادي (٣/ ٥٦). (٢) أي: الجملة. (٣) ينظر ابن يعيش (١/ ٦١)، والمغني (٢/ ١٩٢)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٧٦)، وشرح شواهد المغني (٩٦٢)، وشرح شافية ابن الحاجب (١/ ١٩٠). (٤) ابن الناظم (٣١)، وتوضيح المقاصد للمرادي (١/ ٢٠٠). (٥) البيت من بحر الكامل، قائله شبيب التغلبي؛ كما نسبه العيني، وهو في المغني (٥٩٢)، وابن يعيش (٤/ ٦٤)، والخزانة (٤/ ١٩٥). (٦) الخزانة (٤/ ١٩٩)، وشرح شواهد المغني (٩٢٠).