في قوله:"قطني" حيث استعمله بنون الوقاية، وإنما جعلت النون ليسلم السكون الذي بني الاسم عليه، وهذه النون لا تدخل الأسماء، وإنما تدخل الفعل الماضي إذا دخلته ياء المتكلم كقولك: ضرَبَنِي وكَلَّمَني لتسلم الفتحة التي بني عليها الفعل (٢)، ولتكن وقاية للفعل من الجر، وإنما أدخلوها في الأسماء مخصوصة نحو: قدني وقطني وعني ومني ولدُني، ولا يقاس عليها ولو كانت النون من أصل الكلمة لقالوا: قطنك. وهذا غير معلوم، وفيه استشهاد آخر وهو نِشْبة القول إلى ما لا نطق له؛ لأن الحوض لا ينْطق، فافهم (٣).
أقول: احتج به جماعة من النحاة في كتبهم، ولم يعزوه إلى أحد، وهو من الطويل.
قوله:"الندامى": جمع ندمان، وهو شريب الرجل (٦) الذي ينادمُه، ويقال له النديم أيضًا.
قوله:"يهوى" أي: يُريد مِن: هَويَ يَهْوَى، من باب علم يَعْلَم، قوله:"مولَع بفتح اللام، من أولع به، وثلاثيه: ولع، يقال: ولعت بالشيء أولع ولعًا ووَلوعًا بفتح الواو في المصدر والاسم جميعًا، وأولعته بالشيء وأولع به فهو مولَع به بفتح اللام، أي: مغرى به.
الإعراب:
قوله: "الندامى" فاعل يمل، قوله: "ما عداني" عدا ها هنا فعل للاستثناء، وكلمة "ما" مصدرية. وفاعل "عدا" ضمير مستتر واجب الاستتار عائد على مصدر الفعل المتقدم عليها،
(١) قال سيبويه: "سألته ﵀ عن الضاربي فقال: هذا اسم ويدخله الجر، وإنما قالوا في الفعل ضربني ويضربني، كراهية أن يدخلوا الكسرة في هذه الباء كما تدخل الأساء فمنعوا هذا أن يدخله كما منع الجر". الكتاب (٢/ ٣٦٩)، وينظر الخزانة (٥/ ٣٨١). (٢) في (أ): التي بني الفعل عليها. (٣) قال ابن مالك: "وقد شاع إطلاق القول على ما لا يطق عليه كلام .. كما قال أن الحال المعبر عنه بالقول ليس كلامًا". شرح التسهيل (١/ ٥، ٦). (٤) أوضح المسالك (١/ ٧٧)، وروايته في شرح التسهيل (٢/ ٣٠٧). تمل الندامى ما عداني لأنني … ................................. (٥) البيت من بحر الطويل، وهو لقائل مجهول، وانظره في: التصريح (١/ ٣٦٤)، والهمع (١/ ٢٣٣)، والأشموني (٢/ ١٢٦)، وشرح شذور الذهب (٣٣٩)، والدرر (٣/ ١٧٩). (٦) في جميع النسخ: شريب الرجل، والصحيح أنه: شريك الرجل.