أحدهما: أن يكون مفعولًا، وقوله:"خباسة واحد": كلام إضافي بدل من مثلها.
[والآخر: أن يكون مثلها](١) صفة خباسة واحد، ولكنه لما تقدم عليها انتصب على الحال، قوله:"ونهنهت": جملة من الفعل والفاعل، وقوله:"نفسي": كلام إضافي مفعوله، وقوله:"بعد": نصب على الظرف، وكلمة "ما" مصدرية، والتقدير: بعد قربي من الفعل، والتاء اسم كاد، وقوله:"أفعله" خبره.
والاستشهاد فيه:
حيث نصب اللام، قال سيبويه: لأن أصله: أن أفعله، فحذت أن، وبقي عمله وهو النصب (٢)، وقال غيره: أصله: لأن أفعله ثم حذت ليكون مفعولًا من أجله مثل: عسيت أن أقوم، أي: للقيام (٣).
الشاهد السادس والثمانون بعد الألف (٤)، (٥)
ألا أيُّهَذَا الزَّاجِرِيُّ أحضُرَ الوَغَى … وأن أشهدَ اللذَّات هل أنت مُخْلِدِي؟
أقرل: قائله هو طرفة بن العبد البكري، وهو من قصيدته المشهورة التيِ أولها هو قوله:
١ - لِخَوْلَةَ أَطْلالٌ بِبَرْقَةِ ثَهْمَدِ … ظللت بها أبكي وأبكي إلى الغد
(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٢) قال سيبويه (١/ ٣٠٦، ٣٠٧): "ومثله لعامر بن جؤين الطائي (البيت) فحملوه على "أنْ" لأن الشعراء قد يستعملون أنْ هاهنا مضطرين كثيرًا". وانظر التصريح بمضمون التوضيح للأزهري (٢/ ٢٤٥)، والإنصاف (٥٦٢، ٥٦٣)، وقضية الشبه في النحو العربي (٢٠٦)، وابن يعيش (٧/ ١٥). (٣) قال ابن مالك: "وقد لا يلغون فينصبون بها المضارع كقوله (البيت) قال سيبويه: أراد: بعد ما كدت أن أفعله، وهو قليل لا يقاس عليه، ورآه الكوفيون مقيسًا ورووا: خذ اللص قبل يأخذَك، وأنشدوا: ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى … ....................... بالنصب". شرح التسهيل لابن مالك (٤/ ٥٠). (٤) شرح ابن عقيل (٤/ ٢٤). (٥) البيت من بحر الطويل، من معلقة طرفة المشهورة التي يعاتب فيها أهله، والتي جاءت فيها بعض الحكم، ديوانه (١٩)، والشاهد (٣٢)، ط. دار صادر، ومطلعها: لخولة أطلال ببرقة ثهمد … تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد وانظر الشاهد رقم (٩٣) من شواهد هذا الكتاب.