أقول: قائله هو الأعشى، ويقال: الحطيئة؛ كذا قاله ابن يعيش (٣)، وعزاه الزمخشري (٤) إلى ربيعة بن جشم، وقال ابن بري: هو لدثار بن شيبان النمري (٥)، وقبله (٦):
قوله:"أندى" أفعل التفضيل من الندى بفتح النون والدال مقصورًا وهو بعد ذهاب الصوت، يقال: فلان أندى صوتًا من فلان إذا كان بعيد الصوت، والمعنى: قلت لتلك المرأة ينبغي أن يجتمع دعائي ودعاؤك فإن أرفع صوتٍ صوتُ دعاء داعيين.
الإعراب:
قوله:"فقلت": جملة من الفعل والفاعل عطف على قوله: "تقول"، وقوله:"ادعي": مقول القول، وهي جملة من الفعل والفاعل وهو أنتِ بكسر التاء المستتر فيه.
قوله:"وأدعو" بالنصب بتقدير أن، وهي -أيضًا- جملة من الفعل والفاعل وهو أنا المستتر فيه.
قوله:"إن" حرف مشبه بالفعل، و "أندى": اسم إن، وقوله:"لصوت" في محل النصب على أنه صفة لأندى، قوله:"أن ينادي" خبرها، و "أن" مصدرية، و "داعيان": فاعل ينادي، والتقدير: مناداة داعيين.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"وأدعو" حيث نصبت الفعل فيه بتقدير أن بعد واو الجمع تقديره: وأن أدعو (٧)،
(١) ابن الناظم (٢٦٧)، وأوضح المسالك (٤/ ١٦٥)، وشرح ابن عقيل (٤/ ١٥). (٢) البيت من بحر الوافر، وقد اختلف في قائله على ما ذكره الشارح، وانظره في الكتاب (٣/ ٤٥)، والأغاني (٢/ ١٥٩)، وابن يعيش (٧/ ٣٥)، والتصريح (٢/ ٢٣٩)، والدرر (٤/ ٨٥). (٣) انظر شرح المفصل (٧/ ٣٥). (٤) المفصل للزمخشري (٢٤٨)، دار الجيل. (٥) لسان العرب مادة: "ندى". (٦) البيت في ديوان الحطيئة (٢٥٧) (شعراؤنا) بشرح ابن السكيت، ثاني بيتين نسبا إليه. (٧) انظر شرح الكافية الشافية لابن مالك (١٥٤٨).