قوله:"من حوصاء": فعلاء من الحوص بالتحريك، وهو ضيق في مؤخر العين، والرجل أحوص، قوله:"هيض": من الهيض وهو الكسر، وكذلك "نهاض" من الهيض؛ من هاض العظم يهيضه هيضًا، أي: كسره بعد الجبور فهو مهيض، واهتاضه- أيضًا، وكل وجع على وجع فهو هيض، والمعنى هاهنا: نكسر ونفرق إما بدار تُخَرَّب وإما بموت أموات، قوله:"ألم" ويروى: يلم من الإلمام.
الإعراب:
قوله:"نهاض" على صيغة المجهول، والضمير فيه هو المفعول النائب عن الفاعل، قوله:"بدار" أي: في دار (١)، قوله:"قد تقادم عهدها": جملة من الفعل والفاعل وقعت صفة لدار، قوله:"وإما بأموات" عطف على: "إما" المحذوفة على ما يجيء الآن، قوله:"ألَمَّ خيالها": جملة من الفعل والفاعل وقعت صفة لأموات.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"بدار" أصلها: إما بدار قد تقادم عهدها، وإما بأموات، فحذفت إما الأولى اكتفاء بالثانية (٢).
أقول: قائله هو النمر بن تولب العكلي (٥)، وهو من قصيدة ميمية طويلة من المتقارب (٦)،
(١) ليس بصحيح، وإنما الباء في بأموات، والمعنى: تجرح هذه النفس بسبب الدار وبالأموات. (٢) كما يستغنى عن: "إما" الثانية بذكر ما يغني عنها نحو: إما أن تتكلم بخير وإلا فاسكت، يستغني عن ما الأولى لفظًا؛ كما في بيت الشاهد هاهنا، وهو قياس عند الفراء فيجيز: زيد يقوم وإما يقعد، والتقدير: زيد إما يقوم وإما يقعد. ينظر المغني (٦١). (٣) ابن الناظم (٢٠٩)، وتوضيح المقاصد (٣/ ٢٢٠). (٤) البيت من بحر المتقارب، من قصيدة للنمر بن تولب العكلي، فيها أبيات من الحكم منها: فإن المنية من يخشها … فسوف تصادق أينما وفي آخرها يحكي قصة لقمان الذي أنجبت منه أخته ولدًا .. فكان ابن أخت وابنما، وانظر بيت الشاهد في الكتاب لسيبويه (١/ ٢٦٧)، (٣/ ١٤١)، والخزانة (١/ ٩٣١، ٩٥، ١٠١، ١١٠، ١١٢)، والجنى الداني (٢١٢، ٥٣٤)، وابن يعيش (٨/ ١٠٢)، والمغني (٥٩)، والمنصف (٣/ ١١٥)، وشرح شواهد المغني (١٨٠). (٥) شاعر جاهلي أدرك الإسلام، ووفد على النبي ﷺ وقال له: إنا أتيناك وقد طال السفر … .................................... من أجواد العرب ومن المعمرين، انظر الخزانة، شاهد (٦٤). (٦) في (ب): من الوافر، والصحيح أنه من المتقارب.