أقول: قائله مجهول لا يعرف؛ كذا قال صاحب التحفة (٣).
وهو من المديد، وأصله في الدائرة: فاعلاتن فاعلن ست مرات وفيه الخبن والحذف (٤).
قوله:"عنهم" أي عن القوم المعروفين عندهم، و "قيس" أبو قبيلة من مضر، وهو قيس غيلان، واسمه: إلياس بن مضر بن نزار، وقيس لقبه، وعبد القيس أيضًا [أبو](٥) قبيلة من أسد بن ربيعة، وهو عبد القيس بن أقصى بن دُعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة، والنسبة إليهم: عَبْقَسي، وإن شئت قلت عبديّ (٦).
الإعراب:
قوله:"أيها السائل"، يعني يا أيها فحذف حرف النداء، وأي: أتى بها للتوصل إلى نداء المعرف، والهاء مقحمة للتنبيه، قوله:"عنهم وعني" كلاهما يتعلقان بالسائل، قوله:"لست من قيس" أي من قبيلة قيس، فالتاء اسم ليس، وخبره قوله:"من قيس"، قوله:"ولا قيس مني" أي ولا قيس مني أيضًا، وارتفاع قيس بالابتداء؛ لأن "لا" إنما تعمل في النكرات (٧) فافهم.
الاستشهاد فيه:
على ترك نون الوقاية من:"عني ومني" وقيل: هو ضرورة (٨)، وقيل: هو شاذ، وقال
(١) ابن الناظم (٢٦)، وتوضيح المقاصد (١/ ١٥٩)، وأوضح المسالك لابن هشام (١/ ٨٤)، وشرح ابن عقيل علي الألفية (١/ ١١٤). (٢) البيت من بحر المديد، وهو مجهول القائل، وانظره في خزانة الأدب (٥/ ٣٨٠)، وشرح الأشموني (١/ ٥٦)، والدرر (١/ ١٠٩)، وابن يعيش (٣/ ١٢٥)، وهمع الهوامع (١/ ٦٤). (٣) لعله كتاب للأشموني: أحمد بن محمد بن منصور الأشموني المصري النحوي الحنفي (ت ٨٠٩ هـ)، فله التحفة الأدبية في علم العربية، لامية في النحو، وشرح اللامية. هدية العارفين: باب الألف، وفي الخزانة: "وفي التحفة: لم يجئ والحذف: لا في بيت لا يعرف قائله". ينظر الخزانة (٥/ ٣٨١). (٤) الوافي في العروض والقوافي للتبريزي (٤٥). (٥) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٦) ينظر شذا العرف في فن الصرف للشيخ أحمد الحملاوي (١٢٥)، المكتبة الثقافية - بيروت. (٧) يقصد بها "لا التي لنفي الجنس" فلا بد أن يكون معمولاها نكرتين خلافًا للعاملة عمل ليس، ففيها خلاف، ينظر توضيح المقاصد للمرادي (١/ ٣١٩ - ٣٦١)، وقد صرف قيسًا مرة، ومنعه أخرى؛ لأنه إذا قصد به علم الشخص فهو مصروف، وإذا قصد به علم القبيلة فهو ممنوع من الصرف. (٨) الكتاب لسيبويه (٢/ ٣٧٠ - ٣٧٣)، والقياس منيّ وعنيّ بالتشديد.