قوله:"تلاوذ" أي: تلوذ بالشجر وتروغ من الداعي لها للحلب، ويروى: بالسحر بمهملتين أي: تمتنع في السحر، وإنما تفعل ذلك لشدة البرد، وفي الإبل نوق لا تحلب حتى تطلع عليها الشمس وتدفأ، و "المبس": الذي يدعوها للحلب فيقول لها بس بس.
الإعراب:
قوله:"لنعم" اللام للتأكيد، ونعم كلمة المدح، و "الفتى": فاعله، والجملة في محل الرفع على أنها خبر عن قوله:"طريف بن مال"، وأصله: ابن مالك.
قوله:"تعشو": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه؛ أعني: أنت، وقوله:"إلى ضوء ناره": في محل النصب على المفعولية، قوله:"ليلة الجوع": كلام إضافي نصب على الظرف، و "الخصر": عطف عليه.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"طريف بن مال" فإن أصله: ابن مالك؛ رخمه في غير النداء للضرورة، والمبرد لا يجيز ذلك بل يوجب انتظار المحذوف (١).
الشاهد الرابع والسبعون بعد التسعمائة (٢)، (٣)
ألا أضحتْ حِبالُكمْ رِمَامًا … وأضْحَتْ منكَ شَاسِعَةً أُمامَا
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، وبعده (٤):
(١) عبارته الأخيرة هذه خطأ، والصحيح أن المبرد يمنع ترخيم الاسم في غير النداء على لغة من ينتظر، والمجيز سيبويه، قال الأشموني في تنبيهه: "اقتضى كلامه -أي ابن مالك- أن هذا الترخيم جائز على اللغتين، وهو على لغة التمام إجماع كقوله: (البيت)، أراد: ابن مالك فحذف الكاف وجعل ما بقي من الاسم بمنزلة اسم لم يحذف منه شيء ولهذا نونه، وأما على لغة من ينتظر فأجازه سيبويه ومنعه المبرد … قال في شرح الكافية: والإنصاف يقتضي تقرير الروايتين ولا تدفع إحداهما بالأخرى". ينظر الأشموني (٣/ ١٨٤)، والكتاب (٢/ ٢٥٤)، وشرح التسهيل للمرادي (٣/ ٧٧)، دكتوراه بالأزهر، والمقتضب للمبرد (٤/ ٢٥١)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٤٢٩). (٢) ابن الناظم (٢٣٤)، وأوضح المسالك (٤/ ٦٦). (٣) البيت من بحر الوافر، مطلع قصيدة طويلة يمدح بها هشام بن عبد الملك، ونصه في الديوان هكذا: أأصبح حبل وصالكم رمامًا … وما عهد كعهدك يا أُماما وانظر بيت الشاهد في الكتاب (٢/ ٢٧٠)، وشرح أبيات سيبويه (١/ ٥٩٤)، والتصريح (٢/ ١٩٠)، ونوادر أبي زيد (٣١)، والإنصاف (٣٥٣)، وأسرار العربية (٢٤٠)، والخزانة (٢/ ٣٦٥). (٤) لم نعثر عليه في الديوان، ط. دار صعب، ولا في طبعة دار المعارف.