قوله:"ومن قبل" الواو للعطف إن تقدمه شيء من الكلام، وقبل مجرور بمن، وهو معرب ها هنا، وقوله:"فأدى": فعل، و"كل مولى": كلام إضافي فاعله، و"قرابة" مجرور بإضافة مولى إليه، قوله:"فما عطفت" الفاء للتعقيب، وما للنفي، وعطفت فعل، و"العواطف": فاعله، وقوله:"عليه": جار ومجرور في محل النصب على المفعولية، والضمير يرجع إلى قوله:"مولى قرابة"، وقوله:"مولى" قيل: أنَّه بدل من الضمير ولكنه قدم لأجل الضرورة.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"ومن قبل" فإنَّه معرب؛ لأن المضاف إليه منوي تقديره: من قبل ذلك ونحوه (١).
أقول: قائله هو عبد الله بن يعرب بن معاوية بن غيلان بن البكاء بن عامر، وكان له ثأر فأدركه فأنشده.
وهو من الوافر.
قوله:"فساغ" أي: استمرأ، قال الجوهري: ساغ يسوغ سوغًا؛ أي: سهل مدخله في الحلق، وسُغتُه أنا أسيغه وأسوغه، يتعدى ولا يتعدى، والأجود: أسغته إساغة (٤).
قوله:"أغص بالماء" أي: أَشْرق به؛ من غصص يغصص وغص يغص من باب علم يعلم، قوله:"بالماء الحميم" والأظهر: بالماء الفرات؛ أي: العذب، ولكن المشهور:"بالماء الحميم"، والذي رواه الثعالبي والزمخشري:"بالماء الفرات"(٥)، وهو الأنسب لأن الحميم الحار، ومنه اشتقاق الحمام، وقد قيل: الحميم ها هنا بمعنى البارد وهو من الأضداد.
(١) ينظر شرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٢٦٩)، وقبل ها هنا معرب دون تنوين؛ وذلك لنية ثبوت لفظ المضاف إليه. (٢) ابن الناظم (١٥٦)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٢٧٨)، وأوضح المسالك (٣/ ٢١٢)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٧٣) "صبيح". (٣) البيت من بحر الوافر، وينسب إلى يزيد بن الصعق في الخزانة (١/ ٤٢٦)، واللسان مادة: "حمم"، ولعبد الله بن يعرب في الدرر (٣/ ١١٢)، وانظره في تذكرة النحاة (٥٢٧)، والخزانة (٦/ ٥٠٥)، وشرح التصريح (٢/ ٥٠)، وابن يعيش (٤/ ٨٨)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٢١٠)، والبيت يروى برواية أخرى هي: (بالماء الفرات). (٤) الصحاح مادة: "سوغ". (٥) المفصل للزمخشري (١٦٨)، وشرح ابن يعيش (٤/ ٨٨).