قوله:"بعسيل" بفتح العين وكسر السين المهملتين، وهو قضيب الفيل، قاله الجوهري (١)، وقال الصاغاني: العسيل هو مكنسة العطار الذي يجمع به العطر، ثم أنشد البيت المذكور.
قلت: كلاهما يصلح أن يكون مرادًا هاهنا؛ لأن المعنى: لا ينبغي أن أكون في مدحتي كمن ينحت الصخرة بقضيب الفيل لاستحالته عادة، أو كمن ينحتها بمكنسة العطار لعدم الفائدة.
الإعراب:
قوله:"فرشني": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وقوله:"بخير": يتعلق به، قوله:"لا أكوننْ": جملة مؤكدة بالنون الخفيفة، قوله:"ومدحتي" مفعول معه، أي: مع مدحتي إياك.
قوله:"كناحت" الكاف للتشبيه، و "ناحت": مجرور بها، وهو مضاف إلى صخرة، و "يومًا" نصب على الظرف، فصل به بين المضاف والمضاف إليه، وقوله:"بعسيل": يتعلق بقوله: "ناحت".
الاستشهاد فيه:
في قوله:"يومًا" فإنه ظرف فصل بين المضاف وهو قوله: "كناحت"، والمضاف إليه وهو "صخرة"، والتقدير: كناحت صخرة يومًا بعسيل (٢).