وقوله:"امتياحًا": نصب على الحال؛ أي: تسقي ندى ريقتها المسواك حال كونها ممتاحة [أي: متسوكة](١) أو يكون منصوبًا بنزع الخافض، أي: عند الامتياح، ويجوز أن يكون فاعل تسقي. قوله:"ندى ريقتها"، و"المسواك" مفعوله الأول، وقوله:"امتياحًا" مفعولًا ثانيًا، ويكون الامتياح الريق الحاصل من فمها؛ لأن الامتياح هو أخذ الماء من البئر، قوله:"كما" الكاف للتشبيه وما مصدرية، و "تضمن": فعل، و "الرصف": فاعله، و "ماء المزنة": كلام إضافي مفعوله، والتقدير: كتضمن الرصف ماء المزنة وهو المطر.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"المسواك" فإنه منصوب على المفعولية، فصل به بين المضاف وهو قوله:"ندى" وبين المضاف إليه، وهو "ريقتها"، والتقدير: تسقي ندى ريقتها المسواك (٢).
أقول: قائله هو الأعشى ميمون بن قيس يمدح به سلامة ذا فايش.
قوله:"أنجب أيام والداه"، ويروى:"أزمان والداه"، ويروى:"أنجب أيام والديه به"، قوله:"أنجب": من أنجب الرجل إذا ولد نجيبًا، قوله:"إذ نجلاه" بالنون والجيم؛ أي: إذ نسلاه؛ من النجل وهو النسل، ونجله أبوه؛ أي: ولده، قوله:"فنعم ما نجلا" أي: فنعم ما ولدا؛ يعني: أبوي سلامة قد ولدا ولدًا كريمًا.
(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب). (٢) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٧٨). (٣) ابن الناظم (١٥٩)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٢٩٢)، وأوضح المسالك (٢/ ٢٣٠). (٤) البيت من بحر المنسرح، ولم يشر العيني إلى بحره العروضي، وهو من قصيدة طويلة للأعشى يمدح بها سلامة ذا فايش، وأولها شاهد في النحو على حذف خبر إن، وهو قوله: إن محلًّا وإن مرتحلًا … .................................. ومما قاله: يا خير من يركب المطي ولا … يشرب كأسًا بكف من بخلا وانظر بيت الشاهد في المحتسب (١/ ١٥٢)، وشرح عمدة الحافظ (٤٩٤)، ومجالس ثعلب (٩٦)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٥٣)، والدرر (٥/ ٤٩)، واللسان: "نجل"، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٦٤٨)، وروايته في الديوان ط. دار الكاتب العربي أولى (١٩٦٨)، بشرح إبراهيم جزيني (١٧٢)، وط. المكتب الشرقي بيروت (٢٧١)، تحقيق: د. محمد محمد حسين. أنجب أيام والديه به … إذ نجلاه فنعم ما نجلا