أقول: قائلهما هو قيس بن الملوح المجنون، وهما من الطويل.
١ - قوله:"أصداؤنا": جمع صدى، وهو الذي يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها، ويقال: صم صداه وأصم الله صداه، أي: أهلكه؛ لأن الرجل إذا مات لم يسمع الصدى منه شيئًا فيجيبه، ويروى:
قوله:"رمسينا": تثنية رمس، وهو تراب القبر، وهو في الأصل مصدر، والمرمس: موضع القبر، قوله:"سبسب" بسينين مهملتين مفتوحتين وباءين موحدتين أولاهما ساكنة، وهي المفازة.
٢ - قوله:"رمة" بكسر الراء وتشديد الميم؛ العظام البالية، والجمع رمم ورمام، تقول منه: رمّ العظم يرم بالكسر رمة، أي: بلي فهو رميم، قوله:"يهش": من الهشاشة وهي الارتياح والخفة للمعروف، وقد هششت لفلان بالكسر أهش هشاشة إذا ارتحت له.
الإعراب:
قوله:"ولو" الواو للعطف إن تقدمه شيء، ولو للشرط، وقوله:"تلتقي": فعل، و"أصداؤنا" كلام إضافي فاعله، و "بعد موتنا": كلام إضافي نصب على الظرف، قوله:"سبسب" مرفوع بالابتداء، وخبره قوله:"من دون رمسينا"، والجملة حالية فلذلك دخلتها الواو، وكلمة:"من" في "من الأرض" بيانية.
قوله:"لظل": جواب لو، وهي من الأفعال الناقصة، وقوله:"صدى صوتي": كلام إضافي اسمه، وقوله:"يهش": خبره، و" يطرب": عطف عليه، وقوله:"لصوت" يتعلق بقوله: "يهش"، وهو مضاف إلى صدى، وصدى مضاف إلى ليلى اسم محبوبته التي كان المجنون يتشبب بها.
(١) أوضح المسالك (٤/ ٢٠٧). (٢) البيتان من بحر الطويل، من قصيدة قصيرة لمجنون ليلى في حبيبته، وانظرهما في ديوانه (٤٦)، بشرح عبد الستار فراج، و (ص ٦٧) بشرح يوسف فرحات، وانظر بيت الشاهد في المغني (٢٦١)، والتصريح (٢/ ٢٥٥)، وشرح الأشموني (٤/ ٣٧)، وشرح شواهد المغني (٢٦١)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٦٦).