كُنْ لِي لا عليَّ يا ابنَ عمَّا … نَعِشْ عَزِيزَيْنِ ونكفي الهما
أقول: أنشده أبو الفتح ولم يعزه إلى قائله، وهو من الرجز المسدس، المعنى ظاهر.
الإعراب:
قوله:"كن": أمر، واسم كان الضمير الَّذي فيه، وقوله:"لي": جار ومجرور خبره، قوله:"لا عليّ": عطف على قوله: "لي"، أي: لا تكن عليَّ، وقوله:"يا ابن عما" كلمة يا حرف النداء، "وابن عما": كلام إضافي منادى، قوله:"نعش": فعل مجزوم جواب الأمر، قوله:"عزيزين": حال من الضمير الَّذي في نعش، قوله:"ونكفي الهما": جملة من الفعل والفاعل والمفعول عطف على الجملة الأولى.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"يا ابن عمَّا" حيث قلب الشاعر ياء الإضافة ألفًا، والألف في "الهما" للإطلاق (٣).
= ذلك أنَّه يكون مطابقًا للصدر؛ لأنه يقول لها: اتركيني فإن خطئي وصوابي علي وإنما أهلكت مالي فلا تلوميني، وإذا قلت: وإن الَّذي أهلكت مال لا عرض فهو يعتذر لها" شرح جمل الزجاجي الكبير لابن عصفور (٢/ ١٠٠، ١٠١)، وينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة (١/ ٢٤١)، والإقواء معناه: الانتقال من الضم إلى الكسر والعكس في حركة حرف الروي، وهو عيب كبير في الشعر. (١) البيت نسبه العيني لابن هشام ولم نجده فيه وإنما وجدته في توضيح المقاصد (٣/ ٣١٤). (٢) البيتان من بحر الرجز المشطور، وهو في الاجتماعيات الجميلة، وانظرهما في شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٤٠٦)، وشرح التسهيل للمرادي (٣٦): "دكتوراه بالأزهر" تحقيق: عبد الهادي سليمان، ورواية البيت فيه: "الذما" بدلًا من: "الهما"، وتعليق الفرائد (٢/ ٥٣٧)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١٢٥٨)، ولم أعثر عليه فيما بين يدي من مؤلفات لابن جني. (٣) قال ابن مالك: "وإذا كان المضاف إليه الياء "أما" أو "عما" حذفت وأبقي كسر ما قبلها أو فتحه وهما لغتان فصيحتان … والأصل: يا ابن أمي ويا ابن أما بإبدال الياء ألفًا، لكن التزم غالبًا لكثرة الاستعمال حذف حرف اللين وربما ثبتا ..... ومن ثبوت الألف قول الآخر: (البيت). ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٤٠٦)، وشرح التسهيل للمرادي (٣٦)، دكتوراه بالأزهر، تحقيق: عبد الهادي سليمان.