خَليليَّ ما وافٍ بعَهدِي أنتُمَا … إذا لم تَكُونَا لِي عَلَى مَن أُقَاطِعُ
أقول: لم أقف على اسم قائله.
وهو من الطويل من الضرب الثاني المماثل للعروض في القبض وقافيته من التدارك.
قوله:"خليلي" يعني: يا صاحبي ما أنتما وافيان بعهدي وصحبتي إذا تكونا لأجلي على من أقاطع، فقوله:"وافٍ": اسم فاعل من وفي، يقال: له شعر وافٍ، أي: تام، وجناح واف أي: كامل، ويقال: وفي بالعهد وأوفى به، وهو وفيٌّ بين قوم، ووفاه حقه وأوفاه، و ﴿أَوْفُوا الْكَيْلَ﴾ [الشعراء: ١٨١] وتوفاه واستوفاه: استكمله، وأوفيته لمكان كذا: أتيته، وأوفى على شرف من الأرض: أشرف.
قوله:"بعهدي" العهد بين الرجلين: التوثق، وفي الأساس يقال: عهد إليه واستعهد منه إذا أوصاه وشرط عليه، ورجل عهد: محب للولايات (٣)، قوله:"أقاطع": من قاطع أخاه وقطعه.
الإعراب:
قوله:"خليلي" أصله: يا خليلان لي؛ فلما أضيف إلى ياء التكلم سقطت النون فصار يا خليلاي، ثم قلبت ألف التثنية ياء وأدغمت في الياء فصار يا خليلي، ثم حذف حرف النداء فصار خليلي، قوله:"ما واف" كلمة ما للنفي، و "واف"؛ مبتدأ وحذفت الضمة منه استثقالًا في النصب، وأصله: وافي [منقوص](٤) فأُعِلَّ إعلال قاضٍ (٥). وقوله:"بعهدي" يتعلق به،
= و"الثالث" وهو لابن الخشاب: أن غير: خبر لأنا محذوفًا، و"مأسوف": مصد ر كالمعسور والميسور أريد به اسم الفاعل؛ والتقدير: أنا غير آسف على زمن هذه صفته". الخزانة (١/ ٣٤٥) وما بعدها (هارون)، وينظر الأمالي الشجرية (١/ ٤٧). (١) ابن الناظم (٤١)، وأوضح المسالك (١/ ١٣٣). (٢) البيت من بحر الطويل، وهو مجهول النسبة في شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٦٩)، وشواهد التوضيح والتصحيح (١٤)، والمغني لابن هشام (٢/ ٥٥٧)، وشرح شواهده للسيوطي (٨٩٨)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ٩٤)، وشرح شذور الذهب (٢٣٢)، وشرح قطر الندى (١٢١). (٣) قال الزمخشري في الأساس: "عهد إليه، واستعهد منه إذا وصّاه وشرط عليه. والرجل العهد: المحب للولايات والعهود". أساس البلاغة، مادة: "عهد". (٤) ما بين المعقوفين سقط من النسخة (أ). (٥) ومعناه: إذا وقعت الياء لامًا لاسم فاعل إثر كسرة حذفت وعوض عنها التنوين؛ وذلك لأن الطرف ضعيف يتطرق إليه التغيير. ينظر ابن يعيش (١٠/ ٩٩).