ويروى: خالي لأنت ومن تميم خاله، ويروى: ومن عويف خاله، قوله:"العلاء" -بفتح العين من علا في المكان يعلى علاءً، وأما في المرتبة فيقال: علا يعلو علوّا.
الإعراب:
قوله:"خالي": مبتدأ، و"لأنت": خبره، هذا بحسب الظاهر جاء هكذا وهو شاذ؛ لأن لام الابتداء لها الصدر في الكلام، فلا يجوز أن يقال: زيد لقائم؛ وعلى هذا قالوا: إن قوله: "خالي لأنت" يحتمل أمرين:
أحدهما: أن يكون أراد: لخالي أَنْتَ، فأخر اللام إلى الخبر ضرورة.
والثاني: أن يكون أراد: لأنت خالي، فقدم الخبر على المبتدأ وإن كان فيه اللام ضرورةً (٣)، وقال ابن جني: أخبرني أبو علي أن أَبا الحسن حكى أن زيدًا وجهه لحسن (٤) فهذا -أيضًا- ضرورة (٥).
قوله:"ومن جرير خاله" من: موصولة في محل الرفع على الابتداء، وخبره قوله:"ينل العلاء" ولما كان المبتدأ متضمنا لمعنى الشرط جاء الجزاء مجزوئا، قوله:"جرير": مبتدأ، و"خاله": خبره، والجملة صلة الموصول، قوله:"ينل" أصله: ينال؛ فلما سكنت اللام للجزم حذفت الألف لالتقاء الساكنين ثم لما اتصلت بالعلا حركت على الكسر؛ لأن الأصل في الساكن إذا حرك أن يحرك بالكسر، و"العلاء": مفعول ينل، قوله:"ويكرم": عطف على ينل، و"الأخوال": جمع خال، منصوب على المفعولية.
(١) شرح ابن عقيل (١/ ٢٣٧). (٢) البيت من بحر الكامل، وهو لقائل مجهول، وانظره في الخزانة (١٠/ ٣٢٣)، وسر الصناعة (٣٧٨)، وشرح التصريح (١/ ١٧٤)، واللسان، مادة: "شهرب"، وشرح الأشموني (١/ ٢١١). (٣) قال المرادي: (وأما قوله: خالي لأنت ومن جرير خاله … ....................... فخرج على زيادة اللام أو حذف مبتدأ؛ أي: لهو أَنْتَ". توضيح المقاصد (١/ ٢٨٥)، وشرح الأشموني (١/ ٢١١). (٤) في (ب): حسن. (٥) ينظر سر الصناعة (٢٧٨).