٢ - و "الوشاة" بضم الواو؛ جمع واشٍ؛ كالقضاة جمع قاض، من وشى يشي وشاية إذا نمَّ عليه وسعى به، وأصله: استخراج الحديث باللطف والسؤال، قوله:"يحاول" أي: يريد [أن يحاول](٣) من حاولت الشيء إذا أردته.
الإعراب:
قوله:"إذا" للشرط، وقوله:"فكن في الغيب": جوابه، والتاء في:"كنت": اسم كان، و "ترضيه": جملة من الفعل والفاعل والمفعول خبرها، قوله:"ويرضيك صاحب": عطف على ترضيه، وهي -أيضًا- جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وقد تنازع الفعلان -أعني: ترضيه ويرضيك في قوله: "صاحب"، فأعمل الثاني في: صاحب، وأضمر في الأول ضمير المفعول.
قوله:"جهارًا" نصب على الظرفية، أي: في حالة الجهر، قوله:"فكن": أمر وأنت مستتر فيه اسم كان، وقوله:"أحفظ للود": خبرها، وقوله:"في الغيب": صفة للود، أي: للود الكائن في الغائب، قوله:"وألغ": أمر من الإلغاء، وأنت مستتر فيه فاعله، وقوله:"أحاديث الوشاة": كلام إضافي مفعوله.
قوله:"فقلما": جواب الأمر؛ فلذلك أتي بالفاء، وقل: فعل [ماض](٤) دخلت عليه ما المصدرية، والتقدير: قَلَّ محاولة الواشي غير إفساد ذي العهد، والذي عليه الجمهور أن ما هاهنا كافة فلا تتصل إلا بثلاثة أفعال وهي: قل وكثر وطال (٥)، وعلة ذلك شَبَهُهُنَّ برُبَّ،
(١) ابن الناظم (٩٩)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٧١)، وأوضح المسالك (٢/ ٣١)، وشرح ابن عقيل (٢/ ١٦٣). (٢) البيتان من بحر الطويل، وهما لقائل مجهول، وفيهما دعوة للأخلاق العالية في حفظ الغيب للصديق، وعدم سماع كلام الوشاة، وهما في تخليص الشواهد (٥١٤)، والدرر (٥/ ٣١٩)، والتصريح (١/ ٣٢٢)، وشرح شواهد المغني (٧٤٥)، والمغني (٣٣٣)، والهمع (٢/ ١١٠). (٣) و (٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٥) ينظر التعويض وأثره في الدراسات النحوية واللغوية (٣٠، ٣١، ١٠٨) لعبد الرحمن محمد إسماعيل، ط. أولى (١٩٨٢ م).