للتعليل؛ أي: فلأجل ذلك لم أتخذ، قوله:"مَؤئِلَا": مفعول لم أتخذ، وقوله:"إلا فِنَاءَكَ": استثناء مقدم منصوب لأنه عن غير موجب.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"مُغِيْثًا مُغْنِيًا مَنْ أَجَرْتَهُ" فإن قوله: "مُغِيثًا مُغْنيًا": اسمان وقد تنازعا في قوله: "مَنْ أَجَرْتَهُ" لأن كلًّا منهما يستدعي أن يعمل فيه (١).
وكان السبب في هذا أن كثيرًا كان له غلام عطَّار بالمدينة، وربما باع نساء العرب بالنسيئة فأعْطَى عزةَ -وهو لا يعرفها- شيئًا من العطر فمَطَلتْه أيامًا، وحضرت إلى حانوته في نسوة وطالبها، فقالت له حبًّا وكرامة: ما أقرب الوفاء وأسرعه، فأنشد متمثلًا:
فقالت النسوة: أتدري من غريمتك؟، فقال: لا والله، فقلن: هي واللَّه عزة، فقال: أشهدكن الله أنها في حِلٍّ مما لي في قِبَلَها، ثم مضى إلى سيده فأخبره بذلك، فقال كُثَيّرُ: وأنا أُشهد اللَّه
(١) ينظر الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ٩٩، ١٠٠)، وقد ذكر أن العاملين في التنازع إما: فعلان متصرفان، أو اسمان يشبهان الفعلين "بيت الشاهد" أو اسم وفعل، فمثال الأول: ﴿آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا﴾ [الكهف: ٩٦]، ومثال الثالث: ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ [الحاقة: ١٩]. (٢) توضيح المقاصد (٢/ ٦٣)، أوضح المسالك (٢/ ٢٥). (٣) البيت من بحر الطويل، وهو لكثير عزة في ديوانه (٢٠٧) ضمن سلسلة شعراؤنا، تقديم وشرح: مجيد طراد، وينظر بيت الشاهد في البصريات (١/ ٥٢٤)، والإنصاف (٢٩٠)، والتصريح (١/ ٣١٨)، والأشموني وشواهده للعيني (٢/ ١٠١)، والخزانة (٥/ ٢٢٣)، والدرر (٥/ ٣٢٦)، وابن يعيش (١/ ٨)، والمغني (٤١٧). (٤) ينظر الديوان (٢٠٧) والأبيات فيه متفرقة في ثنايا القصيدة، ط. دار الكتاب العربي، شرح: مجيد طراد، أولى (١٩٩٣ م)، والقصيدة أيضًا في الديوان (١٤٣)، تحقيق د. إحسان عباس "دار الثفافة، بيروت" وقبل بيت الشاهد قوله: وَلِي مِنْك أَيَّامٌ إِذَا شَحطَ النَّوَى … طِوَالٌ وَلَيْلَاتٌ نُزُولٌ نُجُومُهَا