أقول: قائله هو راجز من الرجاز لم أقف على اسمه، وهو من الرجز المسدس.
قوله:"الأسى" بفتح الهمزة والسين المهملة مقصورة وهو الحزن، قوله:"تأسًا" أراد به: الصبر والاقتداء بغيره من الصابرين، قوله:"من جمام" بكسر الحاء وتخفيف الميم، وهو الموت [فلا فائدة حينئذ للجزع](٤).
والمعنى: لا ينسك الحزن على مَن مات منك حسن التأسي بالصابرين؛ لأن أحدًا لا يعتصم عن الموت، فلا فائدة حينئذ للجزع وترك التأسي بالصابرين.
الإعراب:
قوله:"لا ينسك": جملة من الفعل والمفعول وهو الكاف، وقوله:"الأسى": فاعله، وقوله:"تأسيًا": مفعول ثان لينسك، قوله:"فما" الفاء للتعليل، وكلمة:"ما لا بمعنى ليس، وقوله: "أحد": اسمه، و"معتصمًا": خبره، و "ما" الثانية كررت للتأكيد، وقوله: "من حمام" جار ومجرور يتعلق بقوله: "معتصمًا".
الاستشهاد فيه:
[في قوله: "] (٥) فما ما" فإنه كرر الحرف الواحد للتأكيد، ولكن فصل بينهما الوقف، والظاهر أنه جائز اختيارًا فافهم (٦).
(١) ينظر الشاهد رقم (٨٣٨، ٨٤٣). (٢) توضيح المقاصد (٣/ ١٨٢)، والبيت موضعه بياض في (أ). (٣) البيتان من بحر الرجز المشطور، لم ينسبا لقائل، وهما في الموعظة والتذكير بالموت، وانظرهما في شرح التسهيل (٣/ ٣٠٤)، وشرح الأشموني (٣/ ٨٣)، والدرر (٢/ ١٦١). (٤) و (٥) ما بين المعقوفين سقط في (أ). (٦) ينظر الشواهد الأربع السابقة.