تقولُ بِنْتِي قد آنى أَنَاكَا … .................................
قوله:"قد أنى أناك" أي: قد جاء وقتك وزمانك، يقال: أنى يأني أنًى، أي: حان، وأنى -أيضًا- أدرك، "وأناك" بفتح الهمزة وتخفيف النون أصله: أناؤك، والأناء على وزن فعال: اسم من الفعل المذكور، المعنى: تقول ابنتي: يا أبتي قد جاء زمن سفرك علك تجد رزقًا.
الإعراب:
قوله:"تقول": فعل، و"بنتي": كلام إضافي فاعله، "قد أنى": فعل ماض محقق بقد، و"أناك": كلام إضافي فاعله، قوله:"يا أبتا" يا حرف نداء، وأبتا: منادى مضاف إلى ياء المتكلم، والتاء والألف عوضان عن يائه، قوله:"علك": لغة في: لعلك (٣)، والكاف اسم لعل، وخبره محذوف، تقديره: لعلك تجد رزقًا، قوله:"أو عساكن" عطف عليه، والكاف اسم عسى، وخبره محذوف، أي: أو عساك تجده.
والاستشهاد فيه:
في مواضع:
الأول: وقوع الضمير المتصل بعد عسى على اللغة القليلة، والكثير فيه: عسيت.
الثاني: دخول تنوين الترنم في عساكن.
(١) توضيح المقاصد (٣/ ٣١٧). (٢) البيت من بحر الرجز المشطور، وهو لرؤبة بن العجاج، من مقطوعة عدتها أربعة أبيات هي كالآتي: تقول بنتي قد أنى أناكا … يا أبتا علك أو عساكا ورأي عيني الفتى إياكا … يعطي الجزيل فعليك ذاكا وكلها شواهد للنحاة، وانظرها في ديوان رؤبة (١٨١)، وانظر الشاهد في الكتاب (٢/ ٣٧٥)، والإنصاف (٢٢٢)، والجنى الداني (٤٤٦)، والخصائص (٢/ ٩٦)، والمقتضب (٣/ ٧١)، والخزانة (٥/ ٣٦٢)، وشرح شواهد المغني (٤٣٣)، وابن يعيش (٧/ ١٢٣). (٣) اللغات في لعل ينظر فيها الإنصاف مسألة (٢٦)، وفي اللسان: "لعل" يقول: "وأصلها عل، واللام الأولى زائدة".