أَيَا أَبَتِي لَا زِلْتَ فِينَا فَإِنَّمَا … لَنَا أَمَلٌ في العَيْشِ ما دُمْتَ عَائِشًا
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل.
الإعراب:
قوله:"أيا": حرف نداء، و"أبتي": منادى مضاف، وقوله:"لا زلت" الضمير فيه اسم لزال، وخبره قوله:"فينا"، والمعنى: لا زلت موجودًا فينا، قوله:"فإنما" الفاء للتعليل، وإِن أبطل عملها دخول ما الكافة، وقوله:"أمل": مبتدأ، وقوله:"لنا" مقدمًا خبره، و"في العيش" يتعلق بأمل، قوله:"ما دمت" كلمة ما مصدرية زمانية، والتقدير: مدة دوامك عائشًا، و"عائشًا" منصوب لأنه خبر ما دمت.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"يا أبتي" حيث جمع فيه بين العوض والمعوض، وهما التاء وياء المتكلم؛ لأن التاء عوض عن ياء المتكلم في قولنا: يا أبت، وهذا لا يجوز إلا عند الضرورة؛ كما في البيت المذكور، ومذهب البصريين أنَّه لا يجوز الجمع بينهما في الكلام، وأجازه كثير من الكوفيين (٣).
(١) توضيح المقاصد (٣/ ٣١٧)، وروايته: "يا أبتي". (٢) البيت من بحر الطويل لقائل مجهول، وانظره في التصريح (٢/ ١٧٨)، والمساعد (٢/ ٥٢٢)، وشرح التسهيل لابن مالك (٧/ ٤٠٣)، وشرح التسهيل للمرادي، تحقيق: عبد الهادي سليمان (٣٦)، وتعليق الفرائد (٢/ ٥٣٨)، والأشموني (٣/ ١٥٨)، والتاء مدخولاتها واستعمالاتها في الدراسات النحوية (١٦٨). (٣) قال ابن مالك في شرح التسهيل (٣/ ٤٠٦): "وقالوا في: يا أبي ويا أمي: يا أمتِ ويا أبتِ ويا أبتْ ويا أمتْ، فجعلوا التاء عوضًا من الياء، ولذلك لم يجتمعا إلا في الضرورة كقول الشاعر ........... ومثله: (البيت). قال أبو الفتح في المحتسب: قرأ أبو جعفر: ﴿يَا حَسْرَتَايَ﴾ [الزمر: ٥٦] فجمع بين العوض والمعوض منه لأن الألف عوض من ياء المتكلم، وجعل من ذلك: يا أبتا؛ لأن التاء عوض من ياء المتكلم"، وينظر المحتسب (٢/ ٢٣٧، ٢٣٨) وينظر شرح جمل الزجاجي لابن عصفور (٢/ ١٠٤)، وممن قال كذلك من الكوفيين الفراء في قوله تعالى حكاية عن سيدنا يوسف ﷺ: ﴿يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ … ﴾ [يوسف: ٤]، حيث قال: "لا تقف عليها بالهاء" معاني القرآن للفراء (٢/ ٣٢).