على كون فعل الشرط مضارعًا وهو قوله:"يكدني" وجواب الشرط ماضيًا وهو قوله: "كنت منه"، والنحويون يستضعفون ذلك حتَّى يراه بعضهم مخصوصًا بالضرورة (١)، قال ابن مالك: والصحيح الحكم بجوازه لثبوته في كلام أفصح الفصحاء، قال ﷺ(٢): "من يقم ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه"(٣).
في موضعين: الأول في قوله: "إن تصرمونا وصلناكم" حيث وقع فعل الشرط مضارعًا
(١) المقتضب للمبرد (٢/ ٥٩)، وابن الناظم (٦٩٧)، وشرح الأشموني وشواهده للعيني (٤/ ١٦، ١٧)، والخزانة (٣/ ٦٥٤). (٢) الحديث في البُخَارِيّ، كتاب الإيمان، ط. دار الشعب (١/ ١٥)، وفي مسلم: كتاب المسافرين (١/ ٥٢٤)، وسنن النَّسائيّ (٤/ ١٢٨)، وهو في شواهد التوضيح والتصحيح (١٤). (٣) ينظر شواهد التصحيح والتوضيح لابن مالك (١٤)، وفيه استشهد بثمانية أبيات من الشعر العربي الفصيح وأساليب نثرية إضافة إلى القياس النَّحويّ، وفيه كلام مطول، وانظر أَيضًا شرح التسهيل للمرادي (٣/ ٣٨٩). (٤) ابن الناظم (٢٧٣). (٥) البيت من بحر البسيط، لقائل مجهول، فيه خلق الإِسلام، وهو وصل من قطع، وانظره في شواهد التوضيح (١٦)، وشرح الكافية الشافية (٦٤١)، وشرح التسهيل للمرادي (٣/ ٣٨٩)، وشرح الأشموني (٤/ ١٧)، والهمع (٢/ ٥٩)، ولم أعثر عليه في كتب ابن جني التي بين يدي. (٦) الصحيح أنَّه تمييز.