بَل بَلَدٍ مِلْءُ الفَجَاجِ قَتَمُهْ … لا يُشْتَرَى كَتَّانُهَ وجَهْرَمُهْ
أقول: قائله هو رؤبة بن العجاج الراجز.
قوله:"ملء الفجاج" أي: ملء الطرق، قوله:"قتمه" بفتح القاف والتاء المثناة من فوق، وهو الغبار، وكذلك القتام، قوله:"جهرمه" أراد جهرميه بياء النسبة، والجهرمية: بسط شعر، تنسب إلى قرية بفارس تسمى جهرم، وقال صاحب العين: جعل الجهرم اسمًا بإخراج ياء النسبة منه.
الإعراب:
قوله:"بل بلد" أي: رب بلد، وبلد: مجرور برب المضمرة، قوله:"ملء الفجاج": كلام إضافي خبر عن قوله: "قتمه" فإنه مبتدأ، والجملة في محل الجر؛ لأنها صفة لبلد، قوله:"لا يشترى" على صيغة المجهول، و"كتانه": مفعول ناب عن الفاعل، و"جهرمه": عطف عليه.
الاستشهاد فيه:
على إضمار:"رب" وعملها كما ذكرنا (٣).
الشاهد السابع والتسعون بعد الخمسمائة (٤) , (٥)
فَمِثْلكِ حُبلَى قد طَرَقتُ وَمُرْضِعٌ … فَأَلْهَيتُها عن ذي تمائم مُغْيَلِ
أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وهو من قصيدته ....................
(١) ابن الناظم (١٤٦)، وتوضيح المقاصد (٢/ ٢٣١)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٣٧) "صبيح". (٢) البيت من بحر الرجز المشطور، لرؤبة بن العجاج، من قصيدة طويلة يمدح فيها أبا العباس السفاح جاء فيها: لملك في إرث مجد قدمه … من آل عباس تسامى أنجمه وينظر ديوانه (١٥٠)، وينظر المغني (١٢٠)، وشرح شواهده (٣٤٧)، وشرح أبيات المغني (٣/ ٣)، وشواهد ابن عقيل (١٥٥)، وشرح الكافية الشافية لابن مالك (٨٢٢)، والدرر (١/ ١١٤)، والإنصاف (٢٢٥)، ورصف المباني (١٥٦)، وشرح عمدة الحافظ (٢٧٣)، وابن يعيش (٨/ ١٠٥). (٣) يقول سيبويه: "وإذا أعملت العرب شيئًا مضمرًا لم يخرج عن عمله مظهرا في الجر والنصب والرفع تقول: وبلد تريد: ورب بلد". الكتاب (١/ ١٠٦)، المساعد لابن عقيل (٢/ ٢٩٦، ٢٩٧). (٤) ابن الناظم (١٤٦)، وأوضح المسالك (٢/ ١٦٢)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٣٦) "صبيح". (٥) البيت من معلقة امرئ القيس المشهورة التي سبق الحديث عنها في عدة شواهد، انظر على سبيل المثال الشاهد رقم (٤٤٨، ٥٣٧)، وبيت الشاهد في الديوان (١٢)، والكتاب لسيبويه (٢/ ١٦٣)، والمغني (١٣٦، ١٦١)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٣٦)، وشرح شواهد المغني (٤٠٢، ٤٦٣)، والخزانة (١/ ٣٣٤)، والدرر (٤/ ١٩٣)، وروايته في =