ولو أن قَوْمًا لارْتِفَاعِ قَبِيلَةٍ … دَخَلُوا السَّمَاءَ دَخلتُها لا أحجَبُ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الكامل، المعنى ظاهر.
الإعراب:
قوله:"ولو أن قومًا" الواو للعطف، ولو للشرط في المستقبل إلا أنها لا تجزم، وتقع أن بعدها كثيرًا، "وقومًا" اسم أن، وخبره قوله:"دخلتها".
فإن قلت: ما موضع أن هاهنا؟
قلت: الرفع، ولكنهم اختلفوا (٣):
فقال سيبويه: بالابتداء، ولا تحتاج إلى خبر لاشتمال صلتها على المسند والمسند إليه (٤).
وقال ابن عصفور: يقدر له الخبر مؤخرًا؛ كما في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا﴾ [البقرة: ١٠٣]، أي: ولو أن إيمانهم ثابت (٥).
وقال المبرد والزجاج والكوفيون: الرفع على الفاعلية، والفعل مقدر بعدها تقديره: ولو ثبت أن قومًا، والتقدير في الآية: ولو ثبت أنهم آمنوا، فافهم (٦)، قوله:"لارتفاع قبيلة" يتعلق بقوله: "دخلوا السماء" وهي جملة من الفعل والفاعل والمفعول وهو السماء، وقعت صفة للقوم، وقوله:"لا أحجب" جملة وقعت حالًا من ضمير دخلت مجردة عن الواو؛ كما في قوله تعالى: ﴿مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ﴾ [النمل: ٢٠]، و ﴿وَمَا لَنَا لَا نُؤمِنُ بِاللهِ﴾ [المائدة؛ ٨٤].
(١) ابن الناظم (١٣٤). (٢) البيت بلا نسبة في المعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (٥٨)، وشرح الأشموني بحاشية الصبان (٢/ ١٨٨). (٣) انظر ما قيل في هذا الخلاف في بحثنا: "لو" أنواعها وأحكامها، دراسة نحوية تطبيقية في كتاب الله والشعر العربي، د. أحمد السوداني، بحث منشور في مجلة كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر (٢٠٠٦ م-١٤٢٨ هـ)، (٣٠) وما بعدها. (٤) ينظر الخلاف في ذلك في الجنى الداني للمرادي (٢٧٩، ٢٨٠) والكتاب (٣/ ١٢٠، ١٢١)، وشرح التسهيل لابن مالك (٤/ ٩٨). (٥) ينظر شرح الجمل "الكبير" لابن عصفور (٢/ ٤٤٠، ٤٤١). (٦) ينظر معاني القرآن للزجاج (١/ ١٨٧)، والمفصل للزمخشري (٣٢٣)، والارتشاف (٢/ ٥٧٣)، والبرهان للزركشي (٤/ ٣٦٩)، "وبين ابن عصفور الإشبيلي وابن هشام الأنصاري في النحو والصرف د. عبد العزيز فاخر (٤٧٤) وما بعدها" ماجستير بالأزهر.