في قوله:"فأرجوَ" حيث نصب لأنه جواب الاستفهام؛ كما في قوله تعالى: ﴿فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا﴾ [الأعراف: ٥٣](١).
الشاهد الرابع والسبعون بعد الألف (٢)، (٣)
يا ابنَ الكِرَامِ ألا تَدْنُو فتُبْصِرَ ما … قَدْ حدَثُوكَ فَمَا رَاءٍ كمنْ سَمِعَا
أقول: هو من البسيط.
و"الكرام": جمع كريم، قوله:"تدنو": من دنا يدنو إذا قرب.
الإعراب:
قوله:"يا ابن الكرام" يا حرف نداء، و "ابن الكرام": منادى مضاف، قوله:"ألا" للعرض، و "تدنو": جملة من الفعل والفاعل، قوله:"فتبصر" بنصب الراء، لأنه جواب العرض.
قوله:"ما قد حدثوك" مفعول: تبصر، وما موصولة، وقد حدثوك صلتها، والعائد محذوف تقديره: الذي قد حدثوك به، قوله:"فما راء" ما بمعنى ليس، وقوله:"راءٍ": اسمه، وأصله رائي فاعل [أعل](٤) إعلال قاض، وقوله:"كمن سمعا": خبره، والكاف للتشبيه، ومَن موصولة، و "سمعا": جملة من الفعل والفاعل صلتها، والعائد محذوف تقديره: سمعه (٥) والألف فيه للإطلاق.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"فتبصرَ" حيث نصب لأنه جواب العرض وهو قوله: "ألا"، والفاء فيه هي الفاء التي تدخل الجملة بعد العرض (٦).
(١) انظر شرح التسهيل للمرادي (٣/ ٣٢٤). (٢) ابن الناظم (٢٦٦)، وشرح ابن عقيل (٤/ ١٣). (٣) البيت من بحر البسيط، وهو لقائل مجهول، في الحكم، وانظره في تمهيد القواعد (٥/ ٥٥٦)، وشرح التصريح (٢/ ٢٣٩)، وشرح التسهيل للمرادي (٣/ ٣٢٦)، وشرح شذرر الذهب (٣٠٨)، وشرح الأشموني (٣/ ٣٠٢)، والهمع (٢/ ١٢)، والدرر (٢/ ٨). (٤) زيادة للإيضاح. (٥) لا يحتاج إلى عائد محذوف؛ لأن المعنى ليس الرائي كالسامع. (٦) ينظر الكتاب (٣/ ٣٤)، وشرح التسهيل للمرادي (٣/ ٣٢٦).