"مزكاء" -بفتح الميم وسكون الزاي المعجمة: مفعل، من زكأت إلى فلان؛ أي لجأت إليه، هذا من المهموز اللام، ذكره في العباب في بابه "زكأ" بالزاي المعجمة في أوله والهمزة في آخره (٣) قال أبو زيد: زكأت إليه؛ أي: لجأت إليه (٤) وأما بالراء المهملة فمن المعتل اللام اليائي، وقال ابن الأعرابي: أركيت إلى فلان؛ أي: لجأت إليه، ويقال: أنا مُرْتَكٍ على كذا؛ أي: معول عليه وما لي مرتكى إلا عليك.
الإعراب:
قوله:"ونعم" من أفعال المدح، وفاعله:"مزكاء" مضاف إلى "من"، ولا يضاف فاعل "نعم" غالبًا إلا لما يصلح إسناد "نعم" إليه (٥)، وأما "نعم" الثانية فقد قال ابن القطاع: إنها مكررة.
ويقال: إن فاعل "نعم" ها هنا مستتر، تقديره: نعم هو من هو؟ وكلمة "من" تمييز، وقوله:"هو" مخصوص بالمدح فهو مبتدأ، وخبره ما قبله، هكذا أعربه أبو علي، وحكم بأن:"من" ها هنا نكرة تامة (٦).
(١) توضيح المقاصد (١/ ٢٢٣). (٢) البيت من بحر البسيط لقائل مجهول، وصدره كما ذكره في الشرح، وله بيت آخر قبله مذكور في الشرح، والبيتان أنشدهما أبو علي في شرح الأبيات المشكلة الإعراب المسمى: إيضاح الشعر ٤١٦، وهما في الخزانة (٩/ ٤١٠)، والمغني (٣٢٩ - ٤٣٥)، وحاشية الصبان (١/ ١٥٥)، واللسان مادة: "زكأ". (٣) ينظر شرح شواهد المغني (٧٤٢). (٤) ينظر السابق نفسه. (٥) قال ابن مالك: "الغالب في فاعل نعم وبئس أن يكون معرفًا بالألف واللام، أو مضافًا إلى المعرف بهما، أو مضافًا إلى المضاف للمعرف بهما". شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٨). (٦) ينظر كتاب الشعر (٣٨٠) وما بعدها، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ١١)، والمغني (٣٢٩ - ٤٣٧).