قوله:"ويأوي": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه الذي يعود إلى الصائد، قوله:"إلى نسوة" يتعلق به وهو في محل النصب لأنه مفعول يأوي، قوله:"عطل": صفة للنسوة.
قوله:"وشعثًا": نصب على الترحم، والمعنى: وارحم شعثًا على ما يجيء بيانه مفصلًا عن قريب -إن شاء الله تعالى-، قوله:"مراضيع" نصب لأنه صفة شعثًا، قوله:"مثل السعالي" بالنصب -أيضًا- صفة بعد صفة، والسعالي مجرور بالإضافة.
الاستشهاد فيه:
في قوله:"وشعثًا" حيث جاء منصوبًا بفعل مضمر على الاختصاص ليبين أن هذا الضرب من النساء أسوأ حالًا من الضرب الأول الذي هو العطل منهن، تقديره: أعني شعثًا، ومثل هذا يسمى نصبًا على الترحم كما قلنا، وذلك أنه لما وصف النسوة التي هي نكرة بصفتين أتبع الأولى وهي قوله:"عطل"، وقطع الثانية وهي قوله:"وشعثًا" بتقدير: أترحم، ولو أتبعهما جاز بأن يقال: وشعثٍ بالجر؛ كما قد جاءت في رواية هكذا، ولو قطعهما لم يجز (١).
(١) القطع في النعت إما بالرفع على إضمار مبتدأ، وإما بالنصب على إضمار فعل، ويجب الإتباع إذا اتحد العاملان في المعنى كأن تقول: جاء زيد وأتى عمرو العاقلان، ويجب القطع إذا اختلف العاملان في المعنى والعمل أو في أحدهما نحو: جاء زيد ورأت عمرًا العاقلان أو العاقلين، أما إذا كان المنعوت نكرة تعين في النعت الأول الإتباع، ولهذا جاء: "عطل" بالجر، وجاز في الباقي القطع وهي قوله: "وشعثًا" حيث نصب نصب بتقدير فعل محذوف تقديره: ارحم شعثًا، ويجوز الرفع على تقدير: وهن شعث، ويجوز الجر على الإتباع. ينظر ابن يعيش (٢/ ١٨)، وشرح الأشموني (٣/ ٦٨، ٦٩). (٢) ابن الناظم (١٩٥). (٣) البيت من بحر الرجز المشطور، مجهول القائل، وانظره في المقتضب (٢/ ١٣٩)، وابن يعيش (٣/ ٦٢)، والإنصاف (١١٤، ١١٥)، والخزانة (٥/ ٦٥)، والخصائص (٢/ ٣٦٧)، والدرر (٦/ ٢٢)، وشرح التصريح (٢/ ١١٩)، والمغني (١٦٠). (٤) ينظر ابن يعيش (٣/ ٦٢)، والخزانة (٥/ ٦٥)، والخصائص (٢/ ٣٦٧)، والدرر (٦/ ٢٢).