أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل، المعنى ظاهر.
الإعراب:
قوله:"تسليت": جملة من الفعل والفاعل، قوله:"طرًّا": حال من الكاف والميم في: "عنكم".
فإن قلت: شرط الحال أن يكون من المشتقات.
قلت: طرًّا بمعنى جميعًا وهو المشتقات، قوله:"عنكم" يتعلق "بتسليت"، وقوله:"بعد بينكم": كلام إضافي، وبعد نصب على الظرف، والباء في بذكراكم تتعلق بتسليت، والذكرى على وزن فِعْلَى: مصدر مضات إلى مفعوله، والفاعل محذوف تقديره: بذكري إياكم.
قوله:"حتى" هاهنا حرف ابتداء يعني: حرف يبتدأ بعده الجملة، فيدخل على الجملة الاسمية، وهاهنا كذلك؛ فإن قوله:"كأنكم عندي" جملة اسمية، وتدخل على الفعلية -أيضًا- نحو قوله تعالى: ﴿حَتَّى عَفَوْا﴾ [الأعراف: ٩٥](٥).
الاستشهاد فيه:
في قوله:"طرًّا" فإنه حال عن المجرور وقد تقدم عليه (٦).
(١) قال الزمخشري: "إلا كافة: إلا رسالة عامة لهم محيطة بهم؛ لأنها إذا شملتهم فقد كفتهم أن يخرج منها أحد منهم، وقال الزجاج: المعنى: أرسلناك جامعًا للناس في الإنذار والإبلاغ، فجعلها حالًا من الكاف، وحق التاء على هذا أن تكون للمبالغة … ". الكشاف (٣/ ٢٦٠). (٢) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣٣٨). (٣) ابن الناظم (١٢٩)، أوضح المسالك (٢/ ٨٩). (٤) البيت من بحر الطويل، وهو في الغزل، وامتثال العاشق للصبر حين ييأس من حبيبه، وانظر بيت الشاهد في التصريح (١/ ٣٧٩)، وشرح الأشموني (٢/ ١٧٧). (٥) ينظر الجنى الداني (٥٤٣). (٦) ينظر الشاهد (٤٩٨).