أقول: قائله هو طُلَيْحَة بن خويلد بن نوفل الأسدي من بني ثعلبة، فارس مشهور، وبطل مذكور يعدل بألف، خرج خالد بن الوليد ﵁ إلى قتاله في خلافة الصديق ﷺ وبعث بين يديه عكاشة بن محصن وثابت بن الأَقْرَم الأنصاري طليعة، وخرج طُلَيحَة وأخوه أبو حبال سلمة طليعة لأصحابهما فقتلا عكاشة وثابتًا ﵄.
وقال ابن سعد (٤): لما دنا خالد من طُلَيحَة وأصحابه بعث عكاشة وثابتًا طليعة بين يديه يأتيانه بالخبر فلقيا طُلَيحَة [وأخاه طليعة](٥) لقومهما، فانفرد طُلَيْحَة بعكاشة، وأخوه بثابت، فلم يلبث سلمة أن قتل ثابتًا، وصرخ طُلَيحَة بسلمة: أعني على الرجل فإنه قاتلي، فكرّ سلمة على عكاشة فُقتلا جميعًا، وأنشد طُلَيْحَة هذه القصيدة.
وهي من الطويل وأولها قوله:
فإنْ تَكُ أَذْوَادٌ أُصِبنَ ............ … .......................... إلى آخره
(١) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣٣٢). (٢) ابن الناظم (١٢٨)، وشرح ابن عقيل (٢/ ٢٦٥). (٣) البيت من بحر الطويل، وهو مطلع مقطوعة ذكرها الشارح، وذكر قائلها وقصتها، وانظر بيت الشاهد في: شرح عمدة الحافظ (٤٢٧)، وشرح الأشموني (٢/ ١٧٧). (٤) السيرة النبوية لابن هشام (٣/ ٥٠). (٥) ما بين المعقوفين سقط في (أ).